أكد عدد من السياسيين والمحللين اليمنيين أن المملكة العربية السعودية تمثل الداعم الاقتصادي والسياسي الأكبر لليمن، وهو ما تجسده علاقات التعاون المتميزة بين اليمن والسعودية والممتدة لعقود خلت، وأشار هؤلاء في أحاديث متفرقة إلى "الوطن" بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للمملكة إلى أن المشاريع الإنمائية الممولة من السعودية في اليمن تتركز في قطاعات البنى التحتية والخدمية كالكهرباء والطرق والصرف الصحي والصحة والتعليم وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي في اليمن.
ويوضح هؤلاء أن حافظة مشاريع المملكة في اليمن تمثل أنموذجا للدولة المانحة الملتزمة بحقوق الجوار وهو ما يعكس طبيعة التوجهات السعودية التي يقودها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والتي تأتي استمرارا للتوجهات التي ميزت علاقات المملكة باليمن منذ عقود طويلة.
ويعتبر المراقبون للشأن اليمني السعودي أن المملكة العربية السعودية تمثل أكبر الدول المانحة لليمن على المستوى الإقليمي والشريك التجاري الأول لليمن، مشيرين إلى أن المملكة تصدرت قائمة المانحين لليمن الذين استكملوا الإيفاء بتعهداتهم المعلنة في مؤتمرات اقتصادية عدة.
وأبرز المراقبون الإسهامات التي قدمتها المملكة لدعم مسارات التنمية في اليمن من قبيل تمويل تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع محطة مأرب الغازية بكلفة 100 مليون دولار واستكمال التجهيزات الفنية والتقنية لـ 19 معهدا تقنيا وفنيا تتوزع في معظم محافظات اليمن بكلفة 50 مليون دولار، إلى جانب تنفيذ مشروع "مركز القلب" بتكلفة 18 مليون دولار بتمويل شخصي من قبل صاحب السمو الملكي المغفور له بإذن الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.
كما تمول المملكة أربعة مشاريع خدمية في مجالي الطرقات والكهرباء بكلفة إجمالية بلغت أكثر من 320 مليون ريال سعودي ودعم مشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية في مراحله الأولى والثانية والثالثة وتخصيص منحة تقدر بـ 50 مليون ريال سعودي للمساهمة في تمويل مشروع تجهيز وتشغيل مستشفى عدن العام.
ولفتوا إلى أن إجمالي المبالغ المعتمدة من قبل البنك الإسلامي للتنمية لدعم مسيرة التنمية في اليمن بلغت حتى نهاية عام 2009 حوالي 700 مليون دولار شملت المشاريع الحكومية، والمساعدات الفنية والمعونات الخاصة وعمليات تمويل التجارة الخارجية ومشاريع القطاع الخاص.
السعدي: مساعدة مستمرة
وفي هذا الإطار أشاد وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي بالإنجازات التي حققتها المملكة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية خلال مسيرة البناء والتعمير التي انطلقت منذ تأسيس المملكة.
واعتبر في حديث إلى "الوطن" أن ما تحقق في المملكة من إنجازات قياسية خلال مسيرتها منذ تأسيس المملكة يمثل ثمرة لإخلاص أصحاب الجلالة الملوك الذين تعاقبوا على حكم المملكة وكرسوا حياتهم لبناء وتطوير السعودية وتحويلها إلى واحدة من الدول المتقدمة في المنطقة والعالم.
وأشار السعدي إلى أن المملكة قدمت نموذجا ملهما في كيفية تكريس الثروة في بناء الإنسان وتطوير البناء المؤسسي للدولة السعودية، معتبرا أن حلول اليوم الوطني يمثل مناسبة للوقوف على مراحل التطور النوعي الذي شهدته المملكة خلال العقود التي أعقبت التأسيس.
ووصف السعدي مسيرة التعاون بين المملكة واليمن بأنها تعد أنموذجا للعلاقات العربية – العربية، معتبرا أن المملكة أسهمت بدور رائد في دعم وتعزيز مسارات التنمية في اليمن خلال العقود الثلاثة الماضية.
وأشار إلى أن حافظة مشاريع المملكة سواء المشاريع الممولة من الحكومة السعودية أو عبر الصندوق السعودي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية تعد من أكبر حافظات المشاريع الممولة أو التي قيد التنفيذ في قائمة الدول المانحة لليمن.
واعتبر أن المملكة كانت الدولة الأكبر في منطقة الخليج استيعابا للعمالة اليمنية، كما أشاد بالحرص الذي أبدته المملكة ممثلة بقياداتها السياسية المتعاقبة من أصحاب الجلالة الملوك في توفير أجواء محفزة لتشجيع استقطاب العمالة اليمنية، وهو الدور الذي لايزال مستمرا وتعول اليمن عليه الكثير في الإسهام في التسريع باندماجها في مجلس التعاون الخليجي.
القربي: صناعة القرار
من جهته أشاد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي لـ"الوطن" بالدور الرائد الذي أسهمت به المملكة في دعم اليمن منذ تأسيسها، معتبرا أن المملكة استطاعت بحكمة قياداتها المتعاقبة أن تؤسس لنموذج يحتذى به في صناعة القرار السياسي المنطلق من ثوابت أدبية وقومية وإنسانية.
واعتبر وزير الخارجية اليمني أن ذكرى تأسيس المملكة تمثل مناسبة لاستقراء التاريخ المعاصر لواحدة من أكثر الدول العربية تقدما وقدرة على الفعل السياسي وهي مكانة وصلت إليها المملكة نتيجة منهجية المبادئ الثابتة التي اتسمت بها سياستها الخارجية التي تعتبر محل احترام وتقدير دول المنطقة والعالم.
وأشاد وزير الخارجية اليمني بالدور الرائد الذي أسهمت به المملكة في دعم وتعزيز مسارات العمل العربية المشترك طوال تاريخها المنصرم منذ التأسيس وبالحرص الذي مثل أحد ثوابت صناع القرار السياسي في المملكة على مدى عقود في دعم وتعزيز أطر التعاون الثنائي بين المملكة واليمن.
شرف: دور فاعل ومؤثر
من جهته اعتبر وزير النفط والمعادن المهندس هشام شرف حلول ذكرى تأسيس المملكة أنه مناسبة قومية تهم كافة العرب والمسلمين كون المملكة تمثل واحدة من الدول الفاعلة والمؤثرة في العالمين العربي والإسلامي.
وأشاد الوزير شرف لـ"الوطن" بمسيرة الإنجازات التي تخللت العقود المنصرمة منذ تأسيس المملكة، كما اعتبر أن المملكة تحولت إلى أحد أبرز الدول العربية والخليجية التي استطاعت أن تقطع أشواطاً قياسية في إحداث نهضة عمرانية وبناء الإنسان وإعادة صياغة مفهوم الدولة الإسلامية العصرية.
ونوه وزير النفط بما قدمته المملكة من مساعدات وأياد بيضاء لليمن واليمنيين خلال العقود المنصرمة، مشيراً إلى أن السعودية مثلت ولا تزال الدولة العربية والإسلامية الأكثر قربا من اليمن وتفهما لاحتياجاته ومبادرة إلى تقديم كافة أوجه الدعم المطلوب لتعزيز أمنه واستقراره انطلاقا من المواقف الملكية الثابتة إزاء أهمية دعم ومساندة اليمن باعتبارها دولة جارة للممـلكة ترتبط معها بأواصر وروابط الدين والتاريخ المشـترك.
قاطرة الدعم لليمن
ووصف وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد الحاوري ذكرى تأسيس المملكة بأنها مناسبة للوقوف على واحدة من أبرز تجارب البناء المؤسسي للدولة في المنطقة، واعتبر أن المملكة شهدت تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية لافتة خلال العقود الأخيرة وهو ما يعكس حرص صناع القرار في المملكة على تحقيق المكانة المنشودة للمملكة سواء على الصعيد القومي أو الدولي والعالمي.
وثمن الحاوري لـ"الوطن" إسهامات المملكة في دعم دول الجوار وبخاصة اليمن، معتبراً أن المملكة لعبت دوراً أشبه بدور القاطرة التي اضطلعت بحشد الدعم الإقليمي والدولي لمساعدة اليمن على تجاوز التحديات التي مرت بها خلال المراحل السابقة.
ولفت إلى الدور المحوري الذي أسهمت به المملكة منذ تأسيسها في تعزيز التضامن بين الأقطار العربية وتوطيد عرى التعاون بين الأقطار الإسلامية وهو ما مثل أحد أبرز الثوابت السعودية التي اتسمت بها سياسة المملكة على مدى العهود السابقة والراهنة.
واعتبر الحاوري أن المملكة أسهمت خلال العقدين الماضيين في تعزيز مسيرة التنمية في اليمن من خلال الإسهامات السخية في تمويل مشاريع البنية التحتية كالطرق والكهرباء والخدمات الصحية والتعليم، إلى جانب تبنيها لمواقف داعمة لليمن كان من شأنها الدفع بعلاقات اليمن بدول مجلس التعاون الخليجي صوب آفاق أكثر انفتاحاً.
واعتبر الدكتور الحاوري أن ثوابت الموقف والسياسة السعودية تجاه اليمن التي تتعاطى مع المصالح اليمنية كجزء من المصالح السعودية مثلت أرضية صلبة لعلاقات تعاون مميزة بين البلدين الشقيقين، حيث تعد المملكة الداعم التنموي الأول لليمن في المنطقة ومن أكثر المانحين تفهما وتلبية لأولويات الاحتياجات التنموية اليمنية.
وقال "قدمت المملكة إسهامات كبيرة لدعم اليمن سواء من خلال تخصيص المنح المالية وتقديم القروض الميسرة لتمويل مشاريع البنية التحتيـة في اليمن أو عبر تقديم برامج لتأهيل الكوادر اليمنية في مختلف المجالات في الجامعات والأكاديميـات السعودية حيث يحصل اليمن على ما يزيد على 50-60 منحة دراسية سنوية، إلى جانب الإسهام في تعزيز جهود التنمية البشرية في اليمن وبناء القدرات من خـلال تمويل برامـج نوعيـة في هـذا الـصـدد".
مساهمات سعودية لليمن
• تمويل تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع محطة مأرب الغازية بكلفة 100 مليون دولار.
• استكمال التجهيزات الفنية والتقنية لـ19 معهدا تقنيا وفنيا بكلفة 50 مليون دولار.
• تنفيذ مشروع "مركز القلب" بتكلفة 18 مليون دولار بتمويل شخصي من الأمير سلطان (رحمه الله).
• المملكة تمول أربعة مشاريع خدمية في مجالي الطرقات والكهرباء بكلفة إجمالية بلغت أكثر من 320 مليون ريال سعودي
• دعم مشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية في مراحله الأولى والثانية والثالثة.
• تخصيص منحة 50 مليون ريال سعودي للمساهمة في تمويل مشروع تجهيز وتشغيل مستشفى عدن العام.
• اليمن يحصل على ما يزيد على 50-60 منحة دراسية سنوية من المملكة.