سباق من نوع خاص، خلفته كارثة سيول جدة، ففي خطين متوازيين تسير كل من الإجراءات الميدانية للجنة التنفيذية لدرء أخطار السيول على أرض الواقع، ومحاكمة المتهمين بالتسبب في الكارثة تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين القاضية بمحاسبة المتسببين وتنفيذ ما تتطلبه جدة من مشروعات لدرء أخطار السيول.
سباق التطوير والمحاسبة
ففي الوقت الذي تواصل فيه كل من المحكمتين الجزئية والعامة، وديوان المظالم محاكمة المتهمين بالتسبب في السيول، بعد إحالة 332 متهما إلى الجهات التحقيقية، تتواصل اجتماعات المسؤولين برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة بشكل شبه يومي، لبحث مستجدات مشاريع الإنقاذ، والمتابعة الميدانية لمشروعات الحلول العاجلة والدائمة التي تجري في بطون أودية جدة.
ويترأس أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، رئيس اللجنة الفرعية لمعالجة تصريف السيول والأمطار، بشكل شبه دائم اجتماعات اللجنة، بحضور وزير الشؤون البلدية والقروية، الأمير منصور بن متعب، ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، ووزير المياه والكهرباء، المهندس عبدالله الحصين، ووزير النقل جبارة الصريصري، ومدير مشروع معالجة تصريف السيول والأمطار، أحمد بن عبدالعزيز السليم، وأمين جدة، الدكتور هاني أبو رأس، تنفيذا لتوجيهات القيادة الرشيدة المتضمنة المتابعة الدقيقة لكل ما يجري من مشروعات، وإعداد تقارير مستمرة عن خطة العمل.
عمل دؤوب
وفي مطلع كل اجتماع يؤكد أمير منطقة مكة المكرمة، على أن العمل في مشروعات معالجة تصريف السيول والأمطار بجدة يتقدم كثيرا في اتجاه الإنجاز، ابتداء من الإعلان عن اسم الشركة العالمية المتخصصة، الفائزة كاستشاري للمشروع، ومرورا بتوقيع الاتفاقيات معها مباشرة، لتقديم الحلول التي تضمن إنهاء مشكلة تصريف السيول والأمطار، والبنية التحتية للأحياء العشوائية بطرق عصرية.
وفي كل اجتماع يقدم مدير مشروع معالجة تصريف السيول والأمطار بجدة أحمد السليم، عرضا يتضمن معلومات المشاريع، والمراحل التي وصلت إليها، ومواعيد دقيقة بالساعات والأيام لاستكمال كل مشروع، وفقا لمنهج "الشفافية" الذي تعهد الأمير خالد الفيصل بأن يكون ضمن خطة العمل.
وسيكون الجداويون على موعد سباق محموم لمصلحهتم، فهناك إجراءات الاقتصاص من المقصرين، وهنا عجلات التطوير تتحرك، وكم ضخم من المشاريع يجري في مدينتهم، وهو ما سيخفف عنهم آلام أحداث الغرق الذي تعرضت له "العروس" في عامين متتاليين، وتسبب في خسائر في الأرواح والممتلكات.
الحلول العاجلة
وضمن إجراءات التطوير، أعلن أمير منطقة مكة المكرمة عن توقيع عقد تنفيذ 12 مشروعا تمثل الحلول العاجلة لتصريف مياه الأمطار والسيول بجدة بـ795.546 مليون ريال، في مدة أقصاها 110 أيام فقط، وتم تسليمها من قبل المقاولين قبل وقتها المحدد، بمواصفات قياسية.
وأكد الأمير خالد الفيصل خلال مراسم التوقيع على أن الشركة التي فازت بتنفيذ مشاريع الحلول العاجلة لمواجهة أخطار السيول، وتصريف الأمطار، ستواصل العمل 24 ساعة في اليوم، وطوال 7 أيام الأسبوع، دون توقف.
الحلول الدائمة
أعلن أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة الفرعية لمشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول بجدة الأمير خالد الفيصل، عن طرح منافسة مشاريع الحلول الدائمة على 13 شركة محلية وعالمية بعد تأهلها للمنافسة على تنفيذ 10 مشاريع تمثل الحل الدائم، وتشمل إنشاء 6 سدود جديدة، ورفع الطاقة الاستيعابية لقنوات مجاري تصريف السيول وإنشاء قناة جديدة للتصريف.
وضمن أعمال مواجهة أخطار السيول، انتهت اللجنة أيضا من تجهيز المقر الموقت لمركز إدارة الأزمات والكوارث في مبنى إمارة منطقة مكة المكرمة في جدة، والذي سيقوم بنقل صور حية من طائرة الدفاع المدني إلى المركز، ويرتبط مباشرة بغرف عمليات الجهات المعنية، ومراكز الإسناد الـ16 التي تم إنشاؤها بمختلف أحياء جدة.
يشار إلى أن مركز التقنيات اللازمة لدمج أجهزة الاتصال عن طريق الراديو لبعض القطاعات التي تم تحديدها للعمل في المركز في حال حدوث أي طارئ، فضلا عن أجهزة لاستقبال البث المباشر من الطائرات في المواقع، بهدف متابعة الحدث ميدانياً وفي جميع المواقع نصف قطرها 50 كيلو متراً.
كما يضم المركز شاشات رئيسة تم إيصالها بأنظمة عبر شبكة الإنترنت تعكس حالة الطقس في مدينة جدة، ويمكن لهذه الشاشات أن تتصل بالقنوات التلفزيونية الفضائية لمتابعة البث المباشر عن الأحداث، لإعطاء صورة مكتملة لتطور الحدث.
خطة الطوارئ
تم تقسيم جدة إلى أقسام للطوارئ مجهزة من قبل الدفاع المدني والأمانة والشرطة والنقل وكل الجهات ذات العلاقة المسؤولة عن مواجهة الكوارث، هي حل لمواجهة أي أمطار قد تسقط قبيل انتهاء المشاريع.
الخطة تتضمن عملية إنقاذية، أكثر منها عمليه دائمة, وإنشاء المراكز حسب التقسيمات لتكون فاعلة في مواجهة أي أمطار وسيول إضافة إلى أن المشاريع العاجلة التي تم تنفيذها ستصبح جزءا من الحل الدائم لمشاكل السيول والأمطار في جدة ولن يتم إلغاؤها أثناء تنفيذ الحل الدائم.
تطوير النقل
انتهت دراسة النقل العام في مدينة جدة لتشمل القطار الخفيف والحافلات والأتوبيسات والتاكسي, وكل وسائل النقل العام, وستطرح للقطاع الخاص للمنافسة، وسط استمرار العمل في قطار الحرمين الذي يسير وفق الجدول المعد له، إضافة إلى أن مشروع الصرف الصحي يسير وفق موعده المحدد حيث باشرت الشركة أعمال إيصال شبكة الصرف الصحي للمنازل مطلع العام الجاري.
حلول واختبارات
من جانبه، كشف مدير مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة المهندس أحمد السليم خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية المتواصلة عن إخضاع الحلول الهندسية المقترحة لمعالجة مشاكل السيول في جدة إلى مزيد من الاختبارات الدورية، تنفيذا لمقترحات هيئة المساحة الجيولوجية في جلسات ورش عمل المشاريع.
وأوضح أن مشاركة الجهات الحكومية في ورش العمل تأتي بحكم معرفتها بالمنطقة أكثر من الاستشاري، ولديهم معلومات تهم المشروع، وأن الورش حققت الهدف المنشود منها ونجحت في الوصول إلى المبتغى الذي أقيمت من أجله.
وأكد السليم أنه تم خلال جلسات العمل التوصل إلى إنشاء خمسة سدود جديدة غير السدود القائمة، ويتبقى أن تتم الموافقة عليها ويتم تحديد مكانها النهائي، وفق دراسة علمية لوضع سدود بطريقة صحيحة وحسب المقاييس والمواصفات العالمية.
وأشار إلى أن الجهات القائمة على مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول تريد أن تقود الهندسة الحل لهذه المشكلة دون النظر إلى الجهة المشرفة أو حجمها، وذلك بتضافر الجهود والبعد عن انفراد بعض الجهات بالعمل.
وأكد أن العمل يسير وفق خطة تتضمن السرعة والدقة المتناهية، وأنه يمكن معالجة عامل الوقت بزيادة الكادر أو العمل لفترات أطول خلال اليوم، ولكن دون أن يساهم عامل الوقت في إرباك المهندسين، وذلك بالعمل وفق توازن معين يضمن جودة العمل وسرعة إنجازه.
مشاريع درء أخطار
• لجنة عليا برئاسة ولي العهد لمشاريع ودرء أخطار السيول
• لجنة فرعية تنفيذية برئاسة أمير مكة المكرمة بميزانية مفتوحة
• تكليف شركة "أرامكو" بالإشراف على مشاريع التطوير
• البدء في تنفيذ الحلول العاجلة في السامر وأم الخير بقيمة 264 مليونا في 197 يوما
• إقرار 12 حلا عاجلا جديدا بقيمة 795.546 مليونا تنفذ في 110 أيام
• اكتمال مشروعات الحل العاجل
• 13 شركة محلية وعالمية تتنافس لتنفيذ 10 مشاريع دائمة
السيول عن جدة:
تحرك حكومي:
• 13 ذو الحجة 1430، تشكيل لجنة لتقصي الحقائق
• 20 ربيع الأول 1431، خادم الحرمين يتسلم تقرير لجنة تقصي الحقائق
• 26 جمادى الأولى 1431، إحالة المتهمين إلى جهات التحقيق
• 16 جمادى الأولى 1432، إحالة محاضر استدلال تشمل 302 شخص، و30 شخصية اعتبارية إلى الجهات المختصة
• الادعاء العام يحيل لوائح اتهام ضد 20 متهما بينهم مسؤولون ورجال أعمال إلى المحكمة الجزئية
• الرقابة والتحقيق تحيل لوائح اتهام ضد مسؤولين ورجال أعمال إلى ديوان المظالم
• المحكمة الجزئية تسلم المتهمين لوائح الادعاء
• ديوان المظالم يستدعي مسؤولين سابقين بأمانة جدة ورجال أعمال لمواجهتهم بالتهم المنسوبة إليهم
• جلسات المحاكمة تتواصل أسبوعيا تمهيدا لإصدار الأحكام القضائية ضد من تثبت إدانته
• المحكمة الجزئية تنظر تهم التسبب في إزهاق أرواح وإتلاف ممتلكات
• ديوان المظالم ينظر تهما تتعلق بالرشوة والإهمال، والتربح من الوظيفة، وسوء استخدام السلطة
• المحكمة الإدارية تبدأ إصدار أحكام بالسجن والغرامة على عدد كبير من المتهمين فيما برأت آخرين لم تثبت علاقتهم بكارثة السيول.