كل فنون النقد مورست خلال الفترة الماضية كتنفيس عن أسباب استمرار المنتخب السعودي في تراجعه رغم المتاح من إمكانات، وصوبت أبرز السهام نحو المهاجمين، تحديدا، لمواصلة بعضهم الصيام عن التهديف، إلا أن أيا منهم؛ أي المنتقدين، لم يقل أو يشر إلى معاناة الأندية ـ قبل المنتخب ـ من عدم توفر لاعبين مميزين في المراكز الحساسة كحراسة المرمى وقلب الدفاع.

ورغم أن اتحاد القدم يستظل بمظلته نحو 152 ناديا، إلا أن الحقائق تقول إن العقم أصاب معظم هذه الأندية في الفترة الأخيرة، بعد أن توقفت عن إنجاب مدافعين وحراس مرمى مميزين، بدليل أن الأخضر ظل يعتمد في الفترة الأخيرة على قلبي الدفاع أسامة هوساوي وأسامة المولد ويزج بهما حتى وهما بعيدان عن مستواهما أو مصابان، كما يعتمد على وليد عبدالله في حراسة المرمى رغم الإجماع على فقدانه للكثير من مميزاته.

البعض رمى باللائمة على اللاعبين الأجانب وأنهم دخلوا على خط الوطنيين، لكن الواقع يؤكد غير ذلك إذا ما استثنينا خط المقدمة فقط، فالهلال باسمه وتاريخه كرقم أهم في الكرة السعودية والعربية والآسيوية أيضا، يعاني من إيجاد بديل لحارسه خالد شراحيلي الذي أوقفته لجنة المنشطات لمدة عامين، كما يجد صعوبة في بحثه عن بديل محلي لقلب دفاعه السنغالي مانجان، مع الوضع في الاعتبار أن الهلال هو أكثر الفرق تقديما للوجوه الواعدة من فترة لأخرى، فما بال الفرق الأخرى التي تعتمد على اللاعب الجاهز؟ إذاً المشكلة أكبر من المدرب والإداري والأجنبي، لكنها قد تكون في غياب المستكشفين.