أعلى معدلات تسجيل الأهداف في دنيا كرة القدم تكون في ثلاث حالات، الأولى في الدقائق الأخيرة من المباريات، والثانية في الدقائق القليلة التي تتبع إحراز الأهداف، والحالة الثالثة في الدقائق الأولى من المباريات.

والقاسم المشترك الوحيد بين تلك الأوقات هو نقص أو ضياع التركيز لدى اللاعبين لأسباب متنوعة.

والانتصارات الثلاثة الوحيدة التي تحققت في المرحلة الأولى من الدور الأول لنهائيات كأس الأمم الأفريقية الحالية لمنتخبات مالي وكوت ديفوار وتونس، جاءت في الدقائق الأخيرة من مبارياتها ضد النيجر وتوجو والجزائر على التوالي.

والتدقيق في الهدف الرائع للنجم التونسي يوسف المساكني الذي جاء في الثواني الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع، يكشف أنه تسلم الكرة خارج منطقة الجزاء وحيدا تماما، وأن أقرب مدافع جزائري إليه كان على مسافة تزيد على المترين، وهو الأمر الذي منح المساكني الموهوب الزمن والمساحة للاستلام المريح واتخاذ القرار السليم بالتمويه والاتجاه للداخل وخلق مساحة أكبر للتسديد المتقن بيمناه في المكان الذي تمناه.

ولو ذهب المساكني بأحلامه وخياله بعيدا ليتمنى المكان الذي تذهب إليه الكرة، لما توصل في أحلامه إلى المكان الذي ذهبت إليه كرته الخيالية.

نعود إلى التركيز الذي ضاع لثوان قليلة عن لاعبي الجزائر في مراقبة أمهر وأخطر لاعبي تونس في توقيت يستحيل خلاله التعويض، علما أن الخبراء اتفقوا على الأداء الدفاعي المميز للجزائريين على مدار شوطي اللقاء. الإرهاق الذهني هو السبب الأول لفقدان التركيز عند لاعبي الجزائر في التوقيت الأخير، وهذا الإرهاق الذهني يرتبط بالإرهاق البدني ارتباطا وثيقا، فحدث التأثر لدى اللاعبين في الدقائق الأخيرة التي اعتقدوا فيها أن نتيجة المباراة قد حسمت فبدأ تفكيرهم في عبارات المديح أو اللوم التي قد يسمعونها بعد اللقاء سواء من مدربهم أو زملائهم أو من الصحافة ففقدوا النتيجة.