اختيار "العناوين" فن لا يجيده الكثير ولا يفهمه "البعض"!.

ومن القلة التي تتفنن وتبدع في اختيار "العناوين" اللافتة والمثيرة للانتباه الكاتب "إدريس الدريس"، فدائما عناوين مقالاته لا تفارق قائمة الأكثر قراءةً، رغم وجود المسيطرين على القائمة يوميا "صالح الشيحي وعلى الموسى".

إدريس هو الأديب ابن الأديب "عبدالله الدريس" شقيق الأديب "زياد الدريس".. فلا غرابة في انصياع "الكلمات" بيده، ولا عجب في امتلاكه ناصية "البيان"، فهو من بيت أدب وعلم. وإدريس الكاتب الصحفي.. يبدأ إثارته للقارئ من العنوان ليسحب المتابع إلى طاولة نقاش، ضحيتها مقالته وهذه "أمنية" أي كاتب.

والدريس بسخريته اللذيذة اللاذعة، جعل من المطولات عناوين صادمة لذهن القارئ، خلافا لما كنت أظنه بأن إثارة العنوان في قصره واختصاره وقلة كلماته.

وقد كنت أتمنى ألا يشرح "الدريس" عناوينه كما فعل أمس حين قال: (يا قراء العناوين: "فهمتوني غلط")، رغم أنه أراد من المقالة انتقاد من تقف قراءتهم عند العناوين، ويصدون عن المادة الأساسية التي من أجلها وضع العنوان.. تمنيت ألا يشرح العنوان؛ لأنه من لا يدرك الهدف من العنوان لن يعي الشرح، ولن يفهم أن "العنوان" لافتة دعائية لمادة تعب عليها الكاتب، ولو كان العنوان تعبيرا واختصارا لما في المقال، لما كانت هناك حاجةٌ لسرد المقال، ولكان الاكتفاء بالعناوين أجدى للتعبير عن فكرة الكاتب..!.

الدريس وصل إلى مبتغاه في جذب القارئ إلى صفحات الرأي بذكائه في العناوين، ودهائه في "الكتابة" بسخرية عما هو مثير ومحظور.

بعض المقالات المهمة يحجبها عن القارئ "عنوان" رتيب، فالقارئ لا يقرأ كل ما في الصحيفة، بل ينتقي ما يهمه وما يعجبه، ثم ما يلفت نظره، ويهمل الباقي.

(بين قوسين)

"العنوان" جزء مهم من أجزاء المقالة والمادة الصحفية، ويعده البعض أهم "الأجزاء" فيها.. لكنه لا يكفي لوحده عنها، ولا يفي بالغرض بدونها.