في "زمن الطيبين" كان عليك أن تبحث عن شخص ما، يعرف صحفيا ما، لتنشر شكواك في وزارة ما.. فإدارات العلاقات العامة وظيفتها احتواؤك وتسلم الشكوى وتحميلك الخطأ مع توليها مواجهتك والرد عليك في كل مراجعة والحرص التام على عدم وصولك إلى المسؤول مديرا كان أم وزيرا..
وفي الزمن السريع، بات عليك أن تلجأ للاختراع الخرافي "تويتر" حتى تبث كل ما تريده عبر "هاشتاق" بسيط لمشكلتك أو ما يضايقك وتراه ضارا للمجتمع ولا بد من مكافحته.. تختلف "الهاشتاقات" حسب من يطلقها واهتماماته، فهناك من يريد شتم فنان أو فنانة، وهناك من يريد أن ينتقم من شخص أو جهة ظلمته كما يرى، وهناك من يريد لحاجته أن تنقضي بأي وسيلة.. أما أبرز "الهاشتاقات" اللافتة للنظر فهي الهاشتاقات التي تعنى بشؤون المجتمع. شخصيا لفت انتباهي هاشتاق "#هلكوني" أنشأه شاب يكشف عن شهادات دكتوراه وهمية تصدرها جامعات خارجية بمقابل مادي تسمح لك من خلالها بوضع حرف الدال أمام اسمك، وما أدراك ما مفعول هذا الحرف الذي يفتح لك كل الآفاق والطرق؟
أيضا هناك "هاشتاق" جديد عنوانه "# أطلقوا رهائن مستشفى أبها"، وهو يخص طفلين احتجزا في المستشفى لعدم قيام آبائهما بدفع التكاليف؟
إذا حاولت البحث أو التحدث في أي موضوع يخطر في بالك فقط اطرق بوابة البحث في "الهاشتاقات" وستجد أكثر مما تتوقعه، مع آراء لا يعلم بها إلا الله وضعها المشاركون كل حسب تربيته وتعليمه وثقافته.. باختصار "الهاشتاق" منطقة حرة تطلق فيها كل ما بداخلك.. لله درك يا أخ "هاشتاق".