كشف رئيس لجنة الضيافة وعضو اللجنة السياحية بغرفة جدة الدكتور خالد بن فهد الحارثي لـ"الوطن" أن قطاعي الضيافة والسياحة هما الأعلى من حيث التسرب الوظيفي بين قطاعات المهن الأخرى.
يأتي حديث الحارثي بعدما أعلن معهد السياحة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة من أن سوق العمل السياحي بحاجة إلى 974 ألف وظيفة في كافة المجالات السياحية.
وأرجع الحارثي في سياق تصريحه سبب التسرب الوظيفي في مجالي الضيافة (المطاعم) والسياحة إلى نظرة الشباب لوظائف هذين القطاعين على أساس أنها "وظائف وقتية" أكثر من كونها "وظائف متسقبلية" يمكن أن تطور الشاب السعودي.
وانتقد الحارثي بشكل مباشر "الضغط الاجتماعي" الذي لا تزال صورته النمطية الدونية مسيطرة على وظائف هذين القطاعين تحديداً دون غيرهما، أو بحسب ما وصفه "بثقافة العيب المهنية" من المجتمع للشباب العاملين فيهما، وقال الحارثي ذلك الضغط يوسع الفجوة بين متطلبات سوق العمل والقضاء على البطالة وبين توظيف الشباب في الأعمال.
وأضاف رئيس لجنة الضيافة إشكاليتنا في توظيف الشباب ليس في قلة المعاهد المتخصصة في التدريب على مجالات الضيافة والسياحة، وإنما في تقبل المجتمع لها معتبرها الداعم الأساسي للشباب.
وأوضح أن نسبة الإقبال على المعاهد السياحية قليلة مقارنة بالأعداد المسجلة من الشباب في هذه المعاهد التي تستوعب أعدادا أكبر من المسجلين حالياً.
وقدم الحارثي وصفة مثلث أضلاع التغيير المجتمعي للتخلص من النظرة السلبية تجاه مهن القطاعين تبدأ على ثلاث مراحل قريبة ومتوسطة وبعيدة، وقال إن الأضلاع الثلاثة هي "الأسرة ومناهج التربية والتعليم ووسائل الإعلام المحلية، كما أكد على ضرورة وجود منابر تتحدث عن أهمية قطاع المهن في تنمية عجلة الناتج المحلي الوطني.
وخالف الحارثي آراء عدد من الخبراء الذي يطالبون بسعودة جميع مجالات السياحة، معتبراً أن خروج مثل تلك الآراء يناقض الواقع، فهناك وظائف مثلا لا يرغب بها الشباب وأعطى مثالاً بمهنة عامل "التنظيفات" في المطاعم، وانطلق الحارثي في حديثه من دراسات ميدانية سابقة قامت بها لجنة الضيافة تؤكد أن نسبة الشباب الراغب في العمل بالمطاعم لم تتجاوز الـ 1 %، وترتفع النسبة كلما كان العمل لا يتصل بالجمهور مباشرة، حيث يفضل الشباب العمل في الوظائف المكتبية.
وحذر من مغبة الاستمرار في عدم تقبل مهن الضيافة والسياحة من قبل المجتمع، مؤكداً أن ذلك سيضر بشكل غير مباشر بـ"الناتج المحلي" وسيزيد من نسبة إقبال الشباب السعودي على برنامج إعانة الباحثين عن العمل "حافز".
ولفت إلى أن أحد التحديات التي تواجه قطاع الضيافة ويعاني منها بشدة المستثمرون هي النسب العالية للتسرب الوظيفي، معتبراً أن القطاع يشهد أكبر نسبة تسرب مقارنة بباقي القطاعات بسبب نظرة المجتمع، على الرغم من أن الرواتب فيه مجزية حيث تبدأ من 3500 ريال.
وأشار إلى أن السبب الرئيس في خلق هذه النظرة هو وجود ما يسمى بالرفاهية الاجتماعية بين الشباب ما جعلهم لا يقتنعون بالرواتب والأعمال البسيطة.
وأبان أن المستثمرين في قطاع المطاعم يشتكون أيضا من ارتفاع أسعار السلع الأساسية وجشع التجار، مشدداً على أن يركز المستهلك على جودة الأصناف ورقي الخدمات التي يقدمها المطعم دون النظر للسعر.
يذكر أن جامعة الملك عبد العزيز بجدة أسست أول معهد سياحي في المملكة، يقوم بتدريس البرامج والتخصصات السياحية، وتم إنشاؤه بمقتضى القرار رقم 14-45-1428هـ الصادر من مجلس التعليم العالي في جلسته الخامسة والأربعين المنعقدة بتاريخ 18-1-1428، بناء على الطفرة النوعية التي تشهدها المملكة في مجال السياحة، ويقوم بتعليم الطلاب الأسس العلمية والمنهجية في التخصصات التي يقدمها المعهد وربطها بالتدريب العلمي والممارسة الميدانية بالشراكة مع الجهات المعنية داخل المملكة وخارجها.