اتهم عضو اللجنة المركـزية لحركة فتح نبيل شعث إيران بضلوعها خلف تعزيز الانقسام الفلسطيني الفلسـطيني، مشيرا إلى أن حركة حماس باتـت تسـتـقوي بـوصـول "الإخوان المسلمون" إلى الحكم في دول الربـيع العربي؛ للتصدي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما يجعل إنهاء الانقسام بين الطرفين مشروعا مؤجلا بالنسبة لهم.

وأكد شعث في مقابلة مع "الوطن" إصرار السلطة الفلسطينية على المضي في طلب الانضمام إلى الأمم المتـحدة كدولـة بحـدود الـ67.

وفيما بدا واثقا مـن نجاح الخطـوة التي تحتاج لأصوات 95 عضوا، إلا أنـه اعترف بـ"التبـعات المحتملة" لنجـاح المشروع في ظل التهديـدات الأمـيركية والإسرائيـلية بفرض عقوبات محتملة عـلى أمـوال القادة الفلسطينيين، مشـددا على أنهم أطلعوا القـيادة السعوديـة خـلال زيارتهم الأخيرة للرياض الثلاثاء الماضي على المحاذيـر المحتملة جراء الاعتراف الدولي.




لم يخف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور نبيل شعث قلقه من التبعات المحتملة لاعتراف الجمعية العامة بالأمم المتحدة بفلسطين كدولة بحدود 67، لكنه أكد إصرار السلطة الفلسطينية على المضي في طلبها، فيما بدا واثقا من نجاح الخطوة التي ليست بحاجة إلا للحصول على أصوات 95 عضوا، بينما في الواقع أن فلسطين تحظى بالاعتراف الكامل من قبل 135 دولة.

غير أن شعث أبدى تفاؤلا حذرا إزاء ما يمكن أن تقوم به كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في أعقاب اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين. وأوضح في مقابلة هاتفية مع "الوطن" أن القيادة الفلسطينية تلقت "تهديدات فعلية من تل أبيب وواشنطن بفرض عقوبات على أموالنا واستحقاقاتنا".

وأشار شعث، الذي كان قد زار المملكة على رأس وفد من منظمة التحرير الفلسطينية الثلاثاء الماضي، إلى أنهم وضعوا القيادة السعودية في جو المحاذير المحتملة جراء هذه الخطوة.

وعما إذا كانت المملكة وعدت الفلسطينيين بتعويضهم عن أي خسائر محتملة جراء العقوبات الأميركية والإسرائيلية المرتقبة، قال شعث "لم نطلب شيئاً محدداً من أشقائنا في المملكة، وإنما عرضنا القضية بالكامل ونقلنا لهم المحاذير، وهو ما قابله الجانب السعودي بتجديد وقوفه إلى جانبنا في مسعانا وأكد إقراره للسياسة التي لم تقف أبداً عن تقديم الدعم اللازم عندما نتعرض إلى مخاوف لا نستطيع وحدنا التغلب عليها".

وعن اللقاء الذي جمع الوفد الفلسطيني بنائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، قال شعث "لقد استقبلنا استقبالاً أخوياً وودياً للغاية من قبل الأمير سلمان، ونحن نعرف الأمير سلمان منذ سنين طويلة، ونعرف موقعه وعلاقته الوثيقة بالقضايا الفلسطينية، وأعتقد أن اللقاء كان حميما وجيدا جداً، وأكد فيه الأمير سلمان الدعم الثابت والواضح الكامل من المملكة للدولة الفلسطينية وللسلطة الفلسطينية الشرعية".

وأبان شعث أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة عائد إلى مجلس الأمن وحده الذي سبق له أن عرقل هذه الخطوة بـ"الفيتو الأميركي"، غير أن الخطوة المرتقبة بالأمم المتحدة تهدف للحصول على اعتراف دولي بدولة موحدة الأراضي بحدود الـ67 وعاصمتها القدس الشريف. وقال "مهما طال الزمن على الجميع أن يعوا أن أرضنا ليست أرضاً متنازعاً عليها كما تدعي إسرائيل، وإنما هي أرض محتلة تماماً كما كانت مصر محتلة من بريطانيا وكما كان لبنان محتلا من فرنسا".

وعن المسار السياسي في عملية السلام، أشار شعث إلى أن الجهود السياسية لا تزال تسير في طريق مسدود بسبب التعنت الإسرائيلي وعدم التزامها بأي اتفاقات موقعة، فلا هي التي التزمت بأوسلو ولا خارطة الطريق ولا بقرارات الأمم المتحدة. وأضاف "نحن لا نخشى الآن من عدم الالتزام بالوعود، أو بالاتفاقات والمرجعيات، وإنما نخشى مما يجري على الأرض من استيلاء على أرضنا ومصادرة أملاك شعبنا، وتهويد القدس ودفع صفتها العربية والمسيحية والإسلامية"، مشددا على أن "هذا الأمر يستدعي حراكا دوليا، حتى نضع سداً أمام ادعائهم وتحركاتهم".

وشدد القيادي الفلسطيني على أهمية "وحدة الصف الفلسطيني" لإقناع العالم بعدالة القضية. وقال "بدون شك أن الانقسام عائق وعقبة ونحن نريد أن نسعى إلى اعتراف العالم بدولة فلسطينية واحدة وليس بدولتين أو قطعتين".

ووجه شعث أصابع الاتهام إلى إيران تحديدا بالوقوف خلف استمرار الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، وقال "لا شك في أن الانشقاق تسعى إليه قوى إقليمية أخرى، كإيران مثلاً أو غيرها، ولذلك ليس من مصلحتنا استمراره".

وأبان "إن من الأسباب التي تؤخر الوحدة، قناعة حركة حماس بأن الوقت لم يحن لتحقيقها، وأن الأوضاع التي خلقها الربيع العربي قد تعطيهم فرصة مستقبلية أفضل بالنسبة للقضية التي نحن بصددها في موضوع غزة تحديدا".

وعما إذا كانت حماس تسعى حاليا للاستقواء على فتح بالاستفادة من بزوغ نجم الإخوان في حكومات دول الربيع العربي، علق شعث على ذلك قائلا "أعتقد أن حماس تقرأ الأمور بهذا الشكل وهذا ليس بالضرورة معناه أن الحكومة في مصر مثلاً تريد ذلك، هم يعتقدون ويراهنون على أن "الإخوان المسلمون" سيقفون إلى جانبهم في التصدي لنا، وأنا لا أعتقد أن ذلك سيحدث، ولا أعتقد أن مصر في أي يوم من الأيام أياً كانت حكومتها يمكن أن ترى أن انقساماً فلسطينياً هو في مصلحتها، بالعكس تماماً دولة فلسطينية واحدة هي ضرورة للأمن المصري، وأنا أعتقد أن مصر ترى ذلك، ولكن ليس بالضرورة أن يكون الإخوة في حماس يرون ذلك، وهذا الخلاف في الرؤية قد يكون سبباً في تأخرهم في الإقدام على هذه الوحدة".