تصاعد التوتر أمس داخل الأجهزة الأمنية في بنغازي بعد استقالة مسؤول أمني كبير ورفض ضباط إقالة رؤسائهم، بعد أكثر من أسبوع على الهجوم على القنصلية الأميركية والذي أسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.

وفي ظل عدم وجود شخص مسؤول بشكل واضح في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا وميناء النفط الرئيسي، قال الضابط صلاح دغمان الذي عينته الحكومة في طرابلس ليحل محل قائد شرطة بنغازي ونائب وزير الداخلية المسؤول عن المنطقة الشرقية إنه طالب بإرسال الجيش إذا لم يتمكن من بدء العمل.

وأضاف دغمان أن الشرطة هددت بالانسحاب بشكل جماعي إذا أجبرت على تغيير القيادة واتهمت الحكومة المركزية في العاصمة بجعل المسؤولين المحليين كبش فداء لفشلها.

وكانت وزارة الداخلية الليبية قد عزلت ونيس الشريف نائب وزير الداخلية في شرق البلاد وحسين بو حميدة رئيس شرطة بنغازي في أعقاب الهجوم وعين دغمان ليتولى منصبيهما. لكن لم يترك الشريف ولا حميدة منصبيهما، وقال دغمان إنه لم يتمكن من تسلم أي من الوظيفتين. وذكر دغمان لرويترز فيما يعتقد أنها أول تصريحات علنية له منذ اختياره للمنصبين الأمنيين قبل أربعة أيام "هذه ظروف خطيرة جدا. هذه فوضى". وتابع "عندما تذهب إلى مقر الشرطة فلن تجد شرطة... الأشخاص المسؤولون ليسوا في مكاتبهم. رفضوا أن أتسلم وظيفتي. لدي وثيقة بيان من الوزير نفسه يقول إنه يجب أن أتولى الوظيفتين. إذا لم أتسلم الوظيفتين فلن يحترم الناس الحكومة". وفي مؤتمر صحفي عقد داخل مقر وزارة الداخلية في بنغازي قال متحدث باسم اتحاد كبار ضباط الشرطة الموالين لقائد الشرطة القديم إن الزملاء من جميع أنحاء شرق ليبيا اجتمعوا وهددوا بالاستقالة الجماعية إذا جرى تأييد قرار العزل.

وفيما أعلن المتحدث باسم المؤتمرالوطني العام الليبي عمر حميدان،أن تحركات السفن الأميركية قبالة السواحل الليبية "لن يكون لها أي تأثير على السيادة الوطنية كونها تجري في المياه الدولية خارج المياه الإقليمية لليبيا"، وصف مدير مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة ماثيو أولسن الهجوم على القنصلية الأميركية بأنه "إرهابي" لكنه أكد في الوقت نفسه أنه لم يكن متعمدا. وقال "لدينا أدلة تشير إلى أن أشخاصا ضالعين في الهجوم قد يكونون على علاقات بالقاعدة أو مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".