لم يقف أحد حتى الآن على الأسباب الرئيسية الحقيقية لإخفاق المنتخب الأول في المنامة وما قبلها. ولا أدعي أنني سأكون أفهم من غيري حتى أصل إلى ذلك "السر الغامض"!
لكن تكرار الإخفاق والظهور بأداء غير مقنع في السنوات الثلاث الأخيرة، ومنها فترة إشراف الهولندي فرانك ريكارد، أكد أن المشكلة قائمة من السابق، وأن التعامل معها لم يكن مقنعاً!
وكما قال الكابتن ماجد عبدالله ذات مرة "كرة القدم ليست كيمياء ولا فيزياء!"، وهذا يعني أننا لسنا أمام مشكلة أو قضية يصعب حلها، طالما كان هناك من يسعى بصدق وإخلاص لإزالة كل المعوقات التي تقف أمام تجاوز الكرة السعودية لمحنتها الحالية!
أزمة كرة القدم السعودية التي تتكرر في كل مشاركة، هي محصلة لتجاهل تام وعدم اكتراث بالتفاصيل المحيطة بالمنتخب من إدارته العليا والمتوسطة، حيث ظلّ تعاملهم مع المنتخب من خلال أبراج عالية!
والذين مارسوا العمل في المنتخبات والأندية يقولون إن إحدى أهم أوراق النجاح معرفة التفاصيل الصغيرة داخل "الفريق أو المنتخب"، ومن ذلك علاقة اللاعبين بعضهم ببعض!
وتلك في رأيي أكبر وأهم مسؤولية تواجه مشرف المنتخب الجديد سلمان القريني، فتجربته الإدارية الناجحة تجعلنا نتوقع انفراجاً في أزمة المنتخب الأول خلال مشاركته الهامة في التصفيات الآسيوية بعد أقل من أسبوعين! ولن يكون ذلك إلاّ باقتراب المدير الجديد من اللاعبين، ومحاولة الوقوف على أوضاعهم النفسية والاجتماعية، وحتى المالية منها، كونهم نتاج أندية ومجتمع رياضي، أصبح فيه صوت الأندية أقوى من أي صوت آخر، حتى ولو كان ذلك صوت المنتخب الأول! عانت كرة القدم السعودية في السنوات الأخيرة من سلطة أندية معينة، وإعلام معين، لدرجة أننا بتنا نشعر أن المنتخب "مخطوف منا"، وأنه لن ينهض إلاّ إذا "عاد لنا"!
هل فهمتم ما أعنيه، فتلك هي الحقيقة التي يعرفها الشارع الرياضي، وربما عرفها القائمون على المنتخب في فترات ماضية، ولكنهم كانوا يتجاهلونها ـ عمداً ـ للإبقاء على مصالحهم وعلاقاتهم مع أطراف أخرى ليس المنتخب أول اهتماماتها! ومع كامل الاحترام لكل من يتحدث عن أزمة مواهب في كرة القدم السعودية، وأننا ليس لدينا "عموري آخر"، فإن مثل هذا الرأي يبقى مجحفاً وغير واقعي، على اعتبار أن أكثر ما يميز كرة القدم السعودية أنها تحتفظ بـ"فائض مواهب"!
ولا أظن مدرباً يتولى تدريب المنتخب الأول السعودي، إلاّ محظوظاً بوجود عشرات المواهب الكروية التي يفوق مستواها مستوى موهبة الأبيض الإماراتي عمر عبدالرحمن، مع إعجابي بموهبته التي ساهمت في فوز المنتخب الإماراتي بكأس "خليجي 21" في المنامة! وقبل أن تطالبوا باستنساخ "عموري"، أطالبكم بإحضار ورقة وقلم ثم اكتبوا الأسماء التالية: "مصطفى بصاص، ياسر الفهمي، أحمد العوفي، منصور الحربي "الأهلي"، عبدالعزيز الدوسري، سالم الدوسري، نواف العابد، سلمان الفرج "الهلال" إبراهيم غالب، خالد الغامدي "النصر"، محمد أبو سبعان "الاتحاد"، حسين المقهوي "الفتح"، وغيرهم من المواهب السعودية، وعليكم كتابة البقية!
* من الآخر:
ـ باركت لرجل النادي الأهلي الأول الأمير خالد بن عبد الله التوقيع مع اللاعب البرازيلي برونو سيزار وانتهاء مرحلة الضغوط التي عاشها خلال الفترة الماضية، فرد بصوته الهادئ " الحمد لله، وكل ضغوط تهون إذا كانت من أجل إسعاد جمهور الأهلي".. كبير يا أبا فيصل.