أشاهد كرة القدم بتركيز وفهم منذ خمسين عاماً لم أشاهد خلالها شوطاً مجنوناً حافلاً بالمفاجآت كما حدث في الشوط الأول من مباراة زامبيا وإثيوبيا.

المفاجأة جاءت أولاً من الفريق الإثيوبي الذي تفوق بجدارة حتى كانت كرة بالخطأ من مدافع زامبي إلى مهاجم إثيوبي بلا رقابة أو تسلل.. وخرج الحارس الزامبي فحولها المهاجم بكل راحة من فوقه الحارس.. واتجهت الكرة تتهادى نحو المرمى لكنها اصطدمت بالأرض وارتفعت بغرابة لتعلو فوق العارضة وكأن قوة خارقة تدخلت لترفعها.

فرصة من نوادر الكرة.

ويمنح الحكم ركلة جزاء صحيحة لإثيوبيا إثر عرقلة مهاجمه صلاح الدين سعيد ويحتفل اللاعبون باحتسابها.. ويخفق صلاح الدين فى التسجيل وينقذها الحارس الزامبي.

بعدها أهدر لاعبو زامبيا ثلاث فرص سهلة في منطقة الجزاء ثم كان التحول التام إثر الانفراد التام للزامبي لونجو بالحارس الذي خرج لضربه وسدد لونجو الكرة مذعورا خارج المرمى وسقط مصابا مع الحارس الذي خرج مصابا محمولا مطرودا بقرار الحكم الجابوني ويكمل فريقه بعشرة لاعبين.

الإثارة اكتملت بهدف لزامبيا من آخر لمسة للفريق في الدقيقة الثالثة من الوقت الضائع.. هدف من أروع ما شهدته ملاعب كرة القدم على مر العصور.. أجمل أهداف الدورة.

تشانسا بدأ بانطلاقة في دائرة الوسط ومرر الكرة سريعا إلى اليمين لكاتونجو الذي أعادها له من اللمسة الأولى بكرة ساقطة عند خط منطقة الجزاء.. ولمح تشانسا أن ميسوما قادم خلفه بلا رقابة ومواجه للمرمى فحول له الكرة برأسه للخلف بإبداع ليجدها ميسوما أمامه ويستقبلها بصدره وينفرد ويسدد بيسراه في الشباك.

ولكي تكتمل المفاجآت تعادلت إثيوبيا بعشرة لاعبين في الشوط الثاني وبهدف جميل أيضا.. وتغاضى الحكم عن ركلة جزاء لكل فريق!

جنون كرة القدم مستمر.