الجمود الذي تتسم به القنوات الفضائية الرسمية، وحتى بعض الفضائيات الخاصة، جعل معظم الناس ينفرون من متابعتها، وأصبحت بيئة طاردة للمُشاهدة والمُتابعة، وهو الأمر الذي دفع بالناس إلى الانتقال من محيطها إلى محيط قنوات يوتيوب.
السبب الواضح والصريح لهذا الانتقال الاختياري، هو جمود تلك القنوات الفضائية، في نهجها الإعلامي، وفيما تطرحه من مواضيع مكرورة ومملة، فهي قنوات للأسف، عاجزة عن تطوير ذاتها، بما يتناسب مع متطلبات المشاهدين، الذين ملّوا هذا التكرار، وهذا التنميط في الشكل والمحتوى.
أصغر قنوات يوتيوب تلك، وأقلّها من حيث نسبة المُشاهدة، ربما تفوقت على قنوات كثيرة، شهيرة، عامة وخاصة.
من بين تلك القنوات اليوتيوبيّة، ومن أشهرها كذلك، قناة "صاحي"، وهي القناة التي ضربت أرقاماً مليونيّة في عدد المُشاهدات، منذ اللحظات الأولى لبثها وانطلاقها على شبكة الإنترنت العنكبوتية.
أحب الناس، قناة صاحي، لأنها طرحت ما لا تطرحه القنوات الحكومية والخاصة، فيما يتعلق بهموم الإنسان، ويومياته، وأحبوها أكثر، لأنها تقول ما لا تجرؤ قنوات كُثر على قوله، بعد أن بلعت لسانها بالرضا أو بالغصب.
مساحة الكلام في دائرة "المسكوت عنه"، هي من رفع أسهم قنوات يوتيوب، وتحديداً، قناة (صاحي)، غير أن الصادم في الأمر، هو تراجع مستوى قناة صاحي، وخفوت وهجها في الفترة الأخيرة، مقارنة بالنار التي أشعلتها أول ما ظهرت.
السؤال الذي يطرحه تراجع القناة: ماذا لو دخلت قناة صاحي وغيرها من قنوات اليوتيوب، داخل دائرة التنميط والجمود الذي في الفضائيات، إلى أين سيذهب المشاهد في رحلته الجديدة؟