وجه رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله انتقادات حادة لجهات حكومية لا تزال تقف "عائقا" أمام تعميم تجربة الإسعاف الجوي، فيما أفصح في تصريحات صحفية أمس عن اعتزام الهيئة إطلاق 7 مناطيد خلال موسم حج هذا العام في خطوة هي الأولى من نوعها لديها القدرة على الارتفاع لنحو 600 قدم، بالإضافة إلى عربات "ترولي" ستكون أشبه بـ"الإسعاف المصغر".

وجابه الأمير فيصل الانتقادات التي طالت "الهلال الأحمر" لعدم تعميمها مشروع "الإسعاف الطائر"، بتوجيه انتقاد شديد اللهجة لبعض الجهات نتيجة عدم تعاونها الكافي في تأمين مهابط لطائرات. وقال آسفا "أتحسف أن تراق الدماء وطائراتنا قابعة في المطار"، فيما حمل جهات – لم يسمها - مسؤولية التأخر في وصول الإسعاف الطائر لبعض المناطق، داعيا إلى سرعة تأمين "المهابط" لتتمكن الطائرات من ممارسة عملها.

وصارح الأمير فيصل بن عبدالله الإعلاميين، بأن "الهلال الأحمر" لا يعرف كيف يتصرف بالطائرات في ظل عدم تعاون بعض الجهات.




"أتحسف أن تراق الدماء وطائراتنا قابعة في المطار"، بهذه العبارة أبدى رئيس هيئة الهلال الأحمر الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أسفه على عدم تعاون جهات "لم يسمها"، من توفير مهابط للطائرات، رغم وصول اثنتين منها، فيما كشف عن استخدام المناطيد لأول مرة في حج هذا العام، إضافة إلى عربات الترولي المجهزة.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها أمس، عقب توقيعه مع مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر، اتفاقية تعاون مشترك بين الهيئة والجامعة بقاعة التشريفات بالرياض.

وقال الأمير فيصل: "إن التأخير في تنفيذ التوسع في الإسعاف الطائر تتحمله جهات أخرى"، مضيفاً

"حتى الآن وصلتنا طائرتان مملوكتان للهلال الأحمر، وذلك منذ نحو ثلاثة أسابيع، ونأمل من الجهات الأخرى أن تؤمن لنا مهابط".

وأضاف "حقيقة أنا "مستخسر" ومتحسف أن تراق الدماء والطائرتان قابعتان في مطار الملك خالد، ولا نعرف كيف نتصرف بهما، والمفترض أن تذهب إلى كل من حائل والقصيم، وآمل أن يتم ذلك خلال 15 – 20 يوماً وتكون الطائرتان قد بدأتا العمل هناك".

وأوضح الأمير فيصل، أن مجموع الطائرات التي ستصل إلى الهلال الأحمر 8 طائرات، منها اثنتان لكل من حائل والقصيم، والأخريات ستوزع على الرياض، جدة، والمدينة، علاوة على طائرتين ستحظى بهما الجهة الأسرع في تنفيذ مهابط طائرات في المستشفيات، في كل من نجران أو الجوف.

وحول إمكانية تغطية كافة مناطق المملكة، قال الأمير فيصل "في الوضع الحالي لا يمكن نغطيها، لكننا قمنا بدراسة شاركت فيها عدة جهات، وذهبوا إلى الولايات المتحدة واطلعوا على جميع مراكز الكوارث، وآلية الاستجابة بها، ورفعنا الآن محضرا مشتركا، سيرفع للمقام السامي بهذا الخصوص" وأشار بقوله "أحب أن أوضح أنه في ضاحية من ضواحي واشنطن عدد سكانها 200 ألف نسمة فيها 20 مركزا، ونحن في الرياض 5 مليون لدينا 20 مركزاً فقط، وهذا يبرز الفجوة الموجودة".

وحول الاستعدادات لموسم الحج، كشف الأمير فيصل عن تجربة المناطيد، والتي ستنفذ لأول مرة في كل من المشاعر المقدسة والحرم المكي، لافتاً إلى وجود مناطيد ترتفع على ارتفاع 600 قدم، يمكن لها التقاط صور على مسافة 2 كلم، وقال "رغبة منا في تعميم المصلحة على الجميع سيستفيد منها ليس فقط الهلال الأحمر، وإنما العمليات المشتركة ولجنة الحج المركزية والدفاع المدني، والتلفزيون، وسيتم توزيع 4 منها على المشاعر المقدسة، وتخصيص 3 للطوارئ، وأيضاً هناك أجهزة لاسلكية جديدة ستجرب لأول مرة".

وأوضح الأمير فيصل، أنه سيستخدم ولأول مرة عربات "الترولي" المجهزة بشكل كلي بأجهزة طبية، وأجهزة الأوكسجين، وستستخدم في الحرمين النبوي والمكي، بحيث تستطيع الدخول للساحات ونقل المريض كما لو كانت سيارة إسعاف ولكن بشكل مصغر.

وحول الاتفاقية التي جرى توقيعها قال الأمير فيصل: "إن هذه أول اتفاقية توقعها الهيئة مع إحدى الجامعات، والجامعة كانت سباقة في هذا، حيث تم افتتاح كلية الأمير سلطان للخدمات الطارئة، ونحن نحاول أن نستفيد من الكلية، عبر الإيفاد الداخلي بدلاً من الابتعاث الخارجي، وذلك بحسب إمكانات الكلية".

وأشار إلى أن الاتفاقية تشمل العديد من المجالات منها تبادل المعلومات، وتبادل التدريب، والخبرات، وإيفاد المبتعثين للكلية، لافتاً إلى أن كلا الطرفين حرصا أن تكون الاتفاقية معممة، بحيث يضاف لها في أي وقت ملاحق متى ما دعت الحاجة.

وقال الأمير فيصل: "إن الهلال الأحمر أوقف استقطاب المسعفين، باستثناء الأطباء، منذ نحو عام ونصف العام"، وقال "نحاول الآن عمل تجربة المحطات، بحيث ستكون في شرق الرياض 25 فرقة جوالة، في الأسواق والمقاهي والشوارع، وستعمم بعد نجاحها في الرياض في كل من جدة والدمام".





مستعدون لتقديم الإغاثة داخل سورية.. وننتظر "الإشارة"

وجه رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز، انتقاداً شديداً للاتحاد الدولي، واتحاد الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ولجنة الهلال والصليب الأحمر التي لم تقم بزيارتها إلى سورية إلا قبل نحو أسبوع رغم حالات القتل والمجازر المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، في الوقت الذي أبدى انزعاجه من وجود جهات تأخذ دور الهلال الأحمر، وقال: "يجب أن نكون مكملين لهم، وليس فقط لتسيير معاملاتهم".

وقال الأمير فيصل أمس في رد على سؤال لـ"الوطن" على هامش توقيع اتفاقية تعاون مشترك مع جامعة الملك سعود: "نتعجب من هذا التقدم البطيء للاتحاد الدولي"، وحول ما إذا كان الهلال الأحمر السعودي يعتزم الخوض في تقديم مساعدات للمتضررين داخل الأراضي السورية، أوضح رئيس الهيئة أن جهاز الهلال الأحمر رهن الإشارة في أي وقت تأمر فيه الدولة، وأضاف بقوله "نحن مستعدون، لدينا الكوادر والتقنية، والمعدات، وجاهزون متى ما دعت الحاجة".

وأشار الأمير فيصل إلى أن لجنة الإغاثة التي يتولاها وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز هي الجهة التي تتولى المسؤولية عن تقديم المعونات وإيصالها للاجئين السوريين، في الوقت الذي يقوم الهلال الأحمر السعودي بالدور التنسيقي في الوقت الراهن.

وقال الأمير فيصل: "كان لنا عتاب على الاتحاد الدولي، واتحاد الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ولجنة الهلال والصليب الأحمر، ولاحظنا أن زيارته كانت قبل أسبوع تقريباً إلى سورية، في حين أن القتل والمجازر لها أكثر من سنة ونصف تقريباً".

وأكد الأمير فيصل وصول مساعدات عن طريق لجنة الإغاثة، من بينها قافلة وصلت خلال اليومين الماضيين، وبها الكثير من المعونات، إلا أنه عاد وأكد أن الهلال الأحمر مازال حتى الآن لم يأخذ دوره الرئيسي والأساسي، وقال" حتى الآن لم نأخذ دورنا الأساسي الذي يجب أن نأخذه سواء في سورية أو الأردن أو لبنان أو الوضع الحالي في اليمن ونأمل أن يفعل دورنا، وأشعر بأن هناك جهات تأخذ دورنا في الوقت الذي من المفترض أن نكون مكملين لبعض وليس فقط لتسيير معاملاتهم".