شهدت الساحة التشكيلية خلال السنوات العشر الأخيرة انضمام عدد كبير من الشباب في مختلف مجالات هذا الفن، يحدوهم الأمل في الظهور والانتشار والتسويق لأسمائهم وأعمالهم الفنية.
وتلقى المعارض التي تنظمها جهات خاصة إقبالا كبيرا من الفنانين المبتدئين، مقابل دفعهم مبالغ لاستئجار المكان؛ ما يعتبره بعض الفنانين استغلالا من قبل هذه الجهات.
"الوطن" استطلعت آراء عدد من الفنانين الشباب حول المعارض الخاصة، حيث عبرت الفنانة التشكيلية الشابة رملاء الجضر عن حرصها الشديد واهتمامها الكبير للمشاركة بالمعارض التي تقام في المنطقة الشرقية طوال العام من أجل التعريف بموهبتها، والاستفادة من خبرات المشاركين في المعرض وتبادل التجارب بين بعضهم البعض، وهو ما يتيح - حسب رأيها - فرص التواصل بين الفنانين، ويساعد على الانتشار بشكل كبير، مشيرا إلى أن الفنانين الشباب بحاجة إلى جهة تتبنى موهبته الفنية وتعمل على دعمها وتطويرها ورفع مستواها الفني.
وطالبت الجضر بضرورة إنشاء معاهد وجامعات متخصصة لجميع أنواع وأساليب الفنون القديمة والحديثة وجعلها مادة كباقي المواد التي يجب تدريسها والاهتمام بها، إلى جانب تخصيص بعثات فنية لأي موهبة مؤهلة للحصول عليها بهدف تشجيع المواهب الفنية التي تزخر بها المملكة في مختلف المجالات.
فيما أوضحت الفنانة علا المسحر أنها سبق وأن شاركت في عديد من المعارض التشكيلية الجماعية ومنها تلك الأنشطة التي تنظمها اللجنة النسوية في عدد من مراكز التنمية الاجتماعية في مدن المنطقة الشرقية مثل الخبر والقطيف والجبيل وتحمل عنوان "مرسم المنتدى النسائي"، إضافة إلى مشاركات مختلفة في بعض المدارس والجمعيات الخيرية وغيرها.
وتابعت المسحر أن الحضور غالبا ما يكون كثيفا لهذه المعارض خاصة الجماعية منها وهو ما يبحث عنه الفنان المبتدئ، إلى جانب المعارض الشخصية أو الثنائية التي ينظمها فنانون بالمنطقة.
وأكدت أن الجمهور الذي يزور هذه المعارض عادة يكون من المتذوقين لمثل هذه الفنون التي تستقطبها المعارض، والكثير من زوار هذه المعارض يبدون إعجابهم بالأعمال المعروضة من قبل الفنانين والفنانات المشاركين، منتقدة عدم وجود صالات عرض مجهزه لعرض الأعمال الفنية، ما يضطر الفنانين والفنانات لعرض أعمالهم في القاعات والصالات الخاصة التي عادة ما تكون أجورها مرتفعة بطبيعة الحال ومن الصعب تحمل الفنان المبتدئ لها.
واعتبرت أن بعض المعارض تتجاهل الدعاية للفنانين المشاركين، مفيدة أن هناك العديد من المعارض والمسابقات يتم الإعلان عنها من قبل الجهات الحكومية المعنية بمثل هذه الأنشطة الثقافية وعلى رأسها وزارة الثقافة والإعلام.
ونصحت المسحر الفنانين بالانضمام للجماعات الفنية المتخصصة كل حسب اختصاصه سواء كان في مجال الرسم والتشكيل أو الخط العربي أو التصوير الضوئي، مطالبة الجهات الحكومية المسؤولة عن مثل هذه الأنشطة والفعاليات الفنية والتشكيلية بتوفير صالات وقاعات مجهزة لاستقبال وعرض الأعمال الفنية في شتى المجالات الفنية المختلفة ودعم مثل هذه المعارض بمختلف المجالات المتعددة.
فيما تحدث الفنان الشاب سعيد الزهراني عن المعارض الخاصة التي تنظم في الفنادق أو المراكز التجارية، مؤكدا أنها تشهد حضورا لرجال أعمال بهدف اقتناء أعمال فنية، ما يشجع الفنان على المشاركة.