امتنع اللاعبون عن التسجيل وغابت الأهداف في اليوم الأول لكأس الأمم الأفريقية.. وانتظرنا يوما جديدا لتمنحنا الأقدار فرصة ممتازة لمشاهدة هدفين ولا أجمل على صعيد العمل الجماعي في كرة القدم.
في الهدف الأول لغانا نفذ النجوم السود جملة خططية نموذجية في الانتشار والتمرير الأرضي الدقيق (سواء لمكان اللاعب أو أمامه إذا احتاج الأمر) والتحرك الواعي واللمسة الواحدة السهلة..
درس كروي بدأ من رمية تماس لواكاسو أمام منطقة الجزاء وتسلمها المتألق كوادو أسامواه على صدره للداخل مراوغا المدافع الكونجولي ومتجها نحو منطقة الجزاء.. وفي لمسته الأولى وضع الكرة على الأرض وفي الثانية مررها بإتقان إلى جيان أمام المنطقة واندفع داخلها إلى مساحة خالية.. واكتملت الجملة بتمريرة أرضية نموذجية من اللمسة الأولى لجيان وبأسلوب خداعي إلى أسامواه.. وانفرد الأخير من الجانب الأيسر وخرج الحارس لتضييق الزاوية وإذا بأسامواه صاحب الرؤية الواسعة يمرر الكرة بلمسته الأولى إلى إيمانويل بادو أمام مرمى خال فأودعها بسهولة.
أما هدف الكونجو الأول فقد جاء بعد دقيقة كاملة من التمريرات الدقيقة بين اللاعبين في مساحة واسعة حول دائرة المنتصف لاستهلاك منافسيهم عصبيا ودفعهم للخروج من تمركزهم وتركيزهم.. وهو ما حدث بالفعل في النهاية بتحرك مبوتو إلى المساحة الخالية في منطقة الجزاء ليتسلم تمريرة نموذجية وينفرد بالمرمى.. وبهدوء وإتقان ودقة سدد مبوتو بيمناه في الشباك.. هدفا أقرب إلى حصة تعليمية في الإعداد والتحرك والتمرير.. وأخيرا دقة التسديد على المرمى من مسافة قريبة دون الحاجة لقوة أو عزم شديدين.. وتذكرت العراقي يونس محمود وهو على مسافة مترين من حارس الإمارات علي خصيف في نهائي كأس الخليج.. وأطلق يونس قذيفة فاصطدمت بالحارس وارتدت.
فعلا.. ما أروع الإمتاع بعد الامتناع.