صفة "البخل" ليست خاصة بـ "الإنسان"، بل تشمل حتى مؤسسات الدولة والشركات التجارية..!

أرباح جميع البنوك والمصارف السعودية تجاوزت 26 مليارا للعام الماضي.. ودخل الجمارك السعودية من الرسوم الجمركية فقط، تجاوز 22 مليار ريال، بزيادة حوالي 10 % عن عام 2011 والذي كانت فيه الرسوم الجمركية أكثر من 20 مليار ريال..!

جميع البنوك تعمل في المال ومن أجل المال، وتبذل كل طاقتها لجمع المال، وتجمع نحو 26 مليار ريال تتقاسمها المصارف.. فتتنافس في تقديم خدمات راقية في فروعها وعبر التقنية، لأنها تدرك أن هدفها المال، لذلك مكاتبها راقية ونظيفة وفروعها تتكاثر في كل زاوية.

أما الجمارك السعودية التي تجني من "الرسوم الجمركية فقط" أرباحاً تقترب من أرباح "جميع" البنوك السعودية، فلا تتطور ولا تقدم أي شيء يوازي دخلها السنوي الذي لا يقل عن 20 مليار ريال، فلا مقرات نظيفة في المنافذ الحدودية، ولا مكاتب مناسبة لموظفيها، حتى هندام موظفيها غير لائق إلا من يهتم بنفسه من موظفيها ويدفع من جيبه على هندامه.. بينما المطاعم الراقية التي لا تصل أرباحها إلى 5% من أرباح الجمارك تهتم بهندام موظفيها..!

المسافرون يمرون عبر "كشكات" الجمارك في المنافذ الحدودية، ويتعاملون مع موظفيها أثناء سفرهم، ولا أظن أحداً سيختلف معي في:

- أن تعامل الموظفين "دائماً" غير جيد، وكأن المسافر هو السبب في تدني رواتبهم، وكأن المسافر الآخر هو العائق أمام نقلهم إلى أقرب منفذ لأهلهم..!

- أن المكاتب أو "الكشكات" -هي أقرب لـ "الأكشاك"-، غير نظيفة ومكاتبها متهالكة، وتغطيها سحابة من دخان "السجائر" التي ينفسون عبرها من غضبهم مما يعيشونه من معاناة..!

- أن الجمارك وموظفيها واجهة للبلد وصورة يلتقطها المسافر عنا.. وبوضعها الحالي هي صورة غير جيدة.

ولا أظن الحل لوضع الجمارك إلا بالتخلي عن "البخل" والمطالبة بزيادة في الوظائف للتخفيف عن الموظفين، ورفع رواتبهم، لأنهم أمام مغريات الفاسدين، وإقامة دورات تدريبية لهم بحوافز، ومنح المسافر إمكانية تقييم الأداء.

(بين قوسين)

ربع الـ "20 مليار ريال" سنوياً، قادر على تحسين صورة البلد أمام المسافر، وقادر على إرضاء جميع الموظفين والمسافرين.