تضيق غرفة انتظار المواعيد بالعشرات من النساء بمجمع الملك سعود الطبي "الشميسي سابقاً" أغلبهن كبيرات في السن ينتظرن لساعات طويلة أمام نافذتين، الأولى كتب عليها لوحة بخط اليد "مواعيد الزواج" أي المقبلين على الزواج والنافذة الأخرى كتب عليها "شباك المواعيد" وتزدحم بسيدات يحاولن حجز مواعيد مع أطباء ربما لعدة شهور، فضلاً عن شكاوى العديد من المراجعات من سوء المعاملة من قبل الموظفات.

ذكرى "إحدى المراجعات" وتنتظر أن تحجز موعدا لوالدتها مع طبيب الغدد منذ سبعة أشهر، وقالت لـ "الوطن" إنها ظلت تعاني مع المواعيد وإن المستشفى لم يف بما وعد به حينما أعلن قبل أسابيع أن تأكيد المواعيد سيكون عبر الهاتف، مشيرة إلى أنها حاولت تأكيد الموعد من خلال الهاتف، إلا أن الموظفة أبلغتها أن موعدها في الساعة 11 ونصف، وعليها أن تتصل قبل أسبوع لتؤكده مرة أخرى، وحين عاودت الاتصال بناء على ما قالته الموظفة تفاجأت بأن الموعد ألغي ليصبح في الساعة الثالثة عصراً، ووافقت على مضض على الموعد الجديد ولكنها حين جاء تفاجأت بالممرضة تبلغها بالموعد الأول "الساعة 11 ونصف" وأنه قد مضى.

ولم يكن حال "أم محمد" بأفضل من سابقتها وهي تكافح كبر السن وتنتظر في طابور طويل متكئة على جدار الغرفة بعد أن طال عليها أمد الوقوف، وتقول إنها كانت تقف في هذا الصف أمس وحينما جاء دورها فوجئت بالموظفة تغادر المكان بحجة أن لديها فترة راحة للصلاة، وانتظرت هي ساعة كاملة، وحين عودتها لم تلتفت للمراجعات، بل ارتدت عباءتها وغادرت المكان دون أن توضح سبب ذلك، ولكن زميلاتها أبلغنها بأن دوامها انتهى، وتساءلت أم محمد "كيف لها أن تترك كبيرات السن ينتظرن بهذه الطريقة والتعب نال منهن".

أما جواهر التي ترافق أمها، فتقول إنها تترك والدتها في مقاعد الانتظار وتتابع بنفسها جميع إجراءاتها، مشيرة إلى أن المستشفى كان يعمل في السابق بنظام الأرقام التي تظهر على الشاشات وهو نظام جيد، إلا أنها لا تدري سبب إلغاء ذلك والعودة إلى الطوابير، إذ كانت حينها تأخذ الرقم وتنتظر دورها دون زحام، وتابعت "عوضاً عن تغير الحال للأفضل عاد للأسوأ".

وكانت إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي بمجمع الملك سعود الطبي أعلنت في بيان سابق بتاريخ 22 شوال الماضي أنه نظرا لكثرة الاتصالات المستقبلة في مركز الاتصال ووجود عدم استيعاب كامل لدى المراجعين فإن آلية عمل المواعيد الجديدة في مدينة الملك سعود ستكون بنظام حجز المواعيد الموازي، وقد تم العمل بذلك بدءا من شهر رمضان المبارك حيث يتم حجز مواعيد مقابلة الطبيب عبر الهاتف، غير أنه رغم بيان المستشفى فإن مراجعي قسم المواعيد لا يزالون يعانون من الآلية القديمة للحجز بسبب عدم تفعيل النظام الجديد على حد قول بعض المراجعات لـ"الوطن".