أعجبني هاشتاق في "تويتر"، ساخر وجميل وعميق وخطير، تتلخص فكرته في أن كل فتاة ترسل إلى جوال أخيها، رسالة مكتوبا فيها (أحبك)، ثم تكتب في الـ"هاشتاق" ردة فعل أخيها، سواءً كانت مكتوبة في رسالة كما وصلت، أو موصوفة كحالة.

أغلب الفتيات نقلن ردة فعل أشقائهن، وكانت متقاربة، ومتشابهة إلى حد كبير، وهي ردة الفعل السلبية من قبل الأخ، بل إن بعضهن قلن إن إخوانهن استغربوا من الرسالة، والبعض الآخر غضب منها، والبعض الثالث، وهذا هو الشائع والأكثر، اشتعلت داخلهم أسئلة الشكوك والريية تجاه شقيقاتهم، بأنهن غير سويّات، فقط، لأنهن قلن لإخوانهن كلمة محرمة مثل (أحبك).

الـ"هاشتاق" هذا، كشف لنا مشكلة عاطفية كبيرة، بين الفتيات وأشقائهن في بلدنا، مثلما كشف خللا فكريا كبيرا في مجتمعنا، الذي ينظر أصلاً، إلى كلمة (أحبك) بعينين مبحلقتين.. بغضب شديد ونقمة أشد، ويرى أن كلمة (أحبك)، من العيب أن تنطق بها فتاة لأحد، قبل أن تتزوج، ثم تفتح شفتيها بكثير من التروّي والحكمة والحذر، ثم تقول لزوجها (أحبك)، أمّا أخوها فعيب.

غياب العاطفة السويّة، والحب السوي بين الفتاة وأخيها في مجتمعنا، لا يجعل الفتاة كمخلوق عاطفي، تبحث عن الحب خارج دائرة أسرتها فقط، بل يولّد لديها خللا كبيرا في فهم القيمة السامية للحب، ويحصره في ذهنها، على أنه كلمة من أربعة حروف، لا تقال إلا للزوج، وإن قيلت لأخ، فهي جُرم لا يُغتفر.

الجميل في هذا "الهاشتاق"، أنه بعث أملاً في إمكانية تغيير هذا المفهوم، أو تصحيحه في مجتمعنا (الجلف).. وأعذروني على الكلمة، أو لا تعذروني، فأنتم أحرار.

مجتمعنا بحاجة إلى أن "يتهشتق".