رغم الجهود التي تبذلها الجهات المختصة للحد من تزايد أعداد المتسولين إلا أن حيل الاستعطاف التي يلجؤون لها، ساهمت في انتشارهم خاصة بالقرب من إشارات المرور وأجهزة الصرف الآلي.

ويُحمِّل عدد من المواطنين ومنهم سمير الحربي وعباس سندي وصالح الهذلي وطارق المعتاز الجهات المعنية وخاصة مكتب مكافحة التسول والجوازات مسؤولية تنامي أعداد المتسولين والمتسولات عند إشارات المرور والصرافات الآلية. واتفقوا جميعا في الرأي على أن تلك الظاهرة تشكل صورة عامة تسيئ إلى سمعة ومكانة المملكة.

وبين الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أن هناك لجنة مشكلة من عدد من الجهات الحكومية تتولى متابعة الظواهر السلبية ومنها التسول في المنطقة المركزية خاصة عند الحرم الشريف، بحيث يتم القبض على المخالفين وإحالتهم إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاههم.

وأكد مدير مكتب مكافحة التسول واستقبال الأطفال المتسولين الأجانب بمكة المكرمة منصور بن محمد الحازمي أن القبض على المتسولين من جميع الجنسيات من مهام الجهات الأمنية باعتبار أن التسول جريمة في حال التلبس بها يجب القبض على مرتكبها.

وأشار الحازمي خلال حديثه لـ"الوطن" إلى وجود لجنة مشكلة من شرطة العاصمة المقدسة وإدارة المرور والدوريات الأمنية والبحث الجنائي والجوازات وأمانة العاصمة المقدسة وإدارة المجاهدين وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكتب مكافحة التسول لتنظيم جولات وحملات متواصلة للقضاء على المتسولين، مؤكداً أن المتسولين السعوديين عند القبض عليهم يقوم المكتب بدراسة حالتهم فإذا ثبت احتياجهم يتم تحوبلهم للجمعيات الخيرية لمساعدتهم ماديا وعينيا وإحالتهم للضمان الاجتماعي لتقديم مساعدات مالية لهم، وفي حال كان المتسول مسنا ولا يوجد من يرعاه تتم إحالته إلى دار رعاية المسنين، وإذا كان يتيما يتم تحويله إلى دار التربية الاجتماعية، وإذا كان معاقا يتم تحويلة إلى مركز التأهيل الشامل للمعاقين، وإن كان قادرا على العمل يتم تحويله إلى مكتب العمل للبحث له عن فرصة وظيفية في أي قطاع، وإن ثبت عدم حاجته للتسول يتم تسليمه لذويه وأخذ تعهد عليه بعدم تكرار التسول وفي حال القبض عليه مرة ثانية يسلم لمركز الشرطة لتطبيق التعليمات بحقه.

وأشار الحازمي إلى أن الأطفال الأجانب الذين يتم القبض عليهم يتم تسليمهم إلى لجنة الاستقبال والتحقيق المعنية بالتحقيق مع الأطفال المتسولين الأجانب والتي تتخذ الإجراءات اللازمة بحقهم. وأكد مدير مكتب مكافحة التسول واستقبال الأطفال الأجانب المتسولين في مكة أنه تم خلال شهر رمضان الماضي القبض على 113 طفلا وطفلة من الأجانب تم إيداعهم بمركز الإيواء بالمكتب إضافة إلى القبض على 228 من المتسولين الأجانب الذين تم القبض عليهم وجرى تسليمهم إلى إدارة متابعة الوافدين، إضافة إلى القبض على811 متسولا ومتسولة داخل المنطقة المركزية للحرم الشريف.