شيء كهذا قمت به قبل فترة، ولكن بصورة مختلفة.. أنت الآن: لو طلبت منك أن تسير على قدميك في أحد الشوارع المكتظة بالسيارات، وبيدك ورقة وقلم، وطلبت منك أن ترصد كل المخالفات التي تشاهدها أمامك - أعني المخالفات المرورية تحديدا - كم سترصد من مخالفة خلال مشوار لا يستغرق نصف ساعة فقط؟! سأترك الإجابة لك!

نتغنى كثيرا بالأنظمة المرورية في العالم.. لا أعلم من هم الذين يرتكبون المخالفات في الداخل.. هل هم مخلوقات فضائية؟! المسألة استهتار كبير.. بمعنى: السائق يرتكب المخالفة ببرود عجيب دون أن يلتفت لأحد.. مثل هذه السلوكيات لا يردعها سوى المخالفات المالية.. في إحدى الدول المجاورة تبلغ قيمة مخالفة قطع الإشارة ستة الآف ريال.. لا يستثنى منها أحد حتى الدبلوماسيين!

شخصيا أثق جدا بكفاءة مدير عام المرور بالمملكة اللواء عبدالرحمن المقبل.. الرجل تخرج من مدرسة الرياض، ولديه دورات مكثفة في مكة المكرمة! اقتراحي لسعادته يكمن في التالي: ربط حوافز رجل المرور الميداني بإنتاجيته في الميدان.. أقوم بتسليم الفرد دفتر المخالفات وأقوم بإفهامه أنه لن يحصل على أية حوافز كالإجازات وغيرها ما لم يحقق الحد الأدنى من الإنتاج. حوافزه مرتبطة بإنتاجيته.. ليس صحيحا أن المخالفات نادرة ولن يجد الفرد أي مخالفة.. الأمر بسيط جدا - وهذه مساعدة من صديق - يتوجه إلى أحد المطاعم ويقف أمامه ساعة واحدة فقط، أضمن له أنه سيبحث عن دفتر إضافي للمخالفات!

أعلم بالمناسبة أن هذا الإجراء تم العمل به في السابق.. لكن لا يمنع من تكرار العمل به.. والفرد الذي يقول بعدم وجود المخالفات أتبرع باصطحابه بسيارتي خلال فترة دوريته.. فقط عليه أن يحضر عشرة دفاتر له.. وعشرة دفاتر لي!