هللنا لرحيل الهولندي فرانك ريكارد كما هللنا لقدومه منذ عام وبضعة أشهر لتولي قيادة الأخضر.

وما بين الرحيل والقدوم لا شيء تغير.. مجرد مراوحة في المكان، بل وخطوات للخلف على مستوى الأداء والتصنيف والإنجاز، في وقت كان المأمول قفزة للأمام.

آن لنا أن نقنع أن المسألة ليست مدرباً عالمياً، ولا أجهزة مساعدة.. وليست فقدان لقب هنا، أو مباراة هناك.. وليست شارة قائد، أو استدعاء لاعب من دكة احتياط فريقه.

آن لنا أن نفهم أن المسألة تتعلق بالمنظومة ككل.. تتعلق بالرؤية الاستراتيجية لرياضتنا، وماذا نريد منها، وكيف نحقق رؤيتنا؟

سنبقى في دائرة (جاء المدرب.. ورحل المدرب) طالما أننا نتعاطى مع الأمور بالحلول السهلة، وليس الحلول الصائبة.

على كتف حدودنا ثمة تجربة جديرة بالاستنساخ.. لا ضجيج لها.. ولا حروب تشبه داحس والغبراء في الصحف والقنوات التلفزيونية، هناك تجربة رائدة توجت بالكأس الخليجية، جانية ثمار خمس سنوات من العمل الدؤوب الهادف.. إنها باختصار "تجربة الإمارات".

عمل الإماراتيون بهدوء، وبثقة، وبرؤية جلية واضحة، لا ارتباك أو ارتجال فيها، ذهبوا إلى هدفهم بمنتهى التصميم والإرادة، لم يتعطلوا بمعارك كلامية فضائية، ولم ينسفوا كل الأحلام لمجرد تعثر، فبنوا منتخباً تدرج عبر كل الفئات، وانتقل معه مدربه الوطني، وبدأ يقطف الثمار، سعياً للهدف الأبعد (مونديال 2018).

تجربة الإمارات يمكن تطبيقها هنا، فالقضية في النهاية قضية وطن، ولن ينفع معها تقاذف الكرة بين الجهات (وزارة مالية، ورعاية شباب، واتحاد قدم، وأندية، وإعلام)، بل سيكون المطلوب إحساسا بالمسؤولية، وبعدها يمكن لبقية الأشياء أن تأتي.