عبدالله حسن أبوهاشم
ضباء
سألني أحد أولياء أمور الطلاب عن مشروع تكافل "إيش أخباره؟" "متى يتم إيداع الفلوس في البنوك؟"، أجبته ليست لدي معلومة، ستجد ضالتك عند وزارة التربية والتعليم.
في أواخر العام 1432، نظرت وزارة التربية والتعليم بعين الرحمة والشفقة والعطف إلى شريحة من أبنائها الطلاب والطالبات، وهم الفقراء والمحتاجون، فأرادت أن تمد لهم يد العون، وتقدم لهم مساعـدات مـالـية، تسهم في تحسـين ظروفهم المعيشية. فخرجت لنا كعادتها بفكرة جديدة لتحقيق هذا الهدف. وأطلقت مشروعا خيريا عملت من أجله برنامجا لا بد وأنه كلف مبلغا من المال.
سُمي البرنامج بـ"تكافل" نسبة إلى مؤسسة تكافل الخيرية لمنسـوبي وزارة التربية والتعليم، المتبنية لهذا العمل، وكالعادة أيضا أخذت التعاميم حول هذا المشروع تتوالى تباعا على جميع مدارس المملكة، كل تعميم مرفق به مجموعة من الأوراق، حتى بلغ مجموعها (41) ورقة بالتمام والكمال، من غير استمارة البيانات، فهذه حسب عدد طلاب كل مدرسة، المهم انشغلت المدارس بهذا المشروع، الذي أخذ من وقتها الكثير، وأدخلت البيانات عبر البرنامج، وحسبما جاء في إحدى التعاميم ستتحمل أي مدرسة مسؤولية التأخـير في إنجـاز العـمل، ولأن المساعـدات مـالـية، كـان من ضمن الأشياء المطلوبة والأساسية، إحضار وتسجيل الحساب البنكي للطالب أو ولي أمره، لإيداع المبلغ الموعود، استبشر وفرح أولياء الأمور ذوي الظروف المعيشية الصعبة بهذا الخير القادم، الذي سيـساعدهم ويعيـنهم على توفير متطلبات الحياة، يومها انشغلت البنوك بهذا الأمر، وشهدت ازدحاما شديدا من المواطنين، مـمن ليس لديهم حسـاب، كـل يـريد أن يلحق بالـوقـت بفـتح حـساب ليغنم بالمساعدة الماليـة التي سـتأتيه.
تدفق أولياء الأمور على المدارس لتسليم الاستمارة، وهذه حسنة تسجل لوزارة التربية والتـعليم التي استطاعت عن طريق هذا العـمل أن تجعل ولي الأمر يدخل المدرسة، ثم مـاذا بعد كل هذا؟ ها هو المشروع قد أكمل عامـه الأول منذ انطلاقته، وها هوالعام الـدراسي الجديد 1433 ـ 1434 قد بدأ، هل أودعت وزارة التربية شيئا في الحسابات؟ الإجابة لم ير أولياء أمور الطلاب المحتاجين شيئا مما وعدوا به. ولا أحد يعلم سبب ذلك إلا مسؤولو الوزارة ذاتها.
فهل تسرعت الوزارة في طرح المشروع من أساسه؟ هل المشروع لم يأخذ حقه الكامل من الدراسة من كافة جوانبه قبل طرحه أو عرضه؟ هل هناك نية لإلغائه؟