حمد جويبر- جدة
كم جميل أن تجد مزيجاً ما بين دماء الشباب المفعمة بالحيوية والنشاط والعطاء، وتلك الخبرة الشامخة التي عبرت منتصف الأربعين لتوجه وتحكم وتعطي الأنموذج الصحيح للتعليم. فهذا المزيج هو سرّ التألق الذي يشهده التعليم الابتدائي ويعقد به العزم، فمن عام إلى عام تتواكب الأجيال، ويزداد النشء طلعاً نضيدا. ولكن المثير في الأمر سنون الخمسين وأبناؤها المتوالون، الذين ما زال أربابها يمكثون في التعليم، وهذا ليس عيبا ونقصانا بل قوة وجموحا.
ولكنهم تعبوا وآن لهم أن يستريحوا فهم بحاجة إلى أن يجددوا نشاطهم ويعيدوا الرويّة لدمائهم، بعيدا عن أعباء العمل الشاق في التعليم الابتدائي، الذي يخاله البعض سهلا وهو قمة في الجهد والكدح المستمر. فهؤلاء المربون العظماء لابد من تكريمهم بمكأفاة نهاية خدمة مجزية، وراتب تقاعدي جيد، حتى يبتعدوا عن هذه الساحة الرحبة، ويخلوها لشبابنا المتقد الذي يُؤكِّد نجاحات من سبقهم ويراهن عليهم.
فمتى نشاهد قرارا ذهبيا إيجابيا بحق معلمي المرحلة الابتدائية، الذين أفنوا عمرهم في تهذيب السلوك والتربية، وتلقين الأبناء أجلّ العلوم وأنصعها، بأن يخلوا مكاناتهم لجمع الشباب الطموح المتواكب، ولكن بشرط أن يجد أولئك الفضلاء حقوقهم المادية المُنجدِة والتي تساعد على تعايش كريم وسليم خالٍ من المرض والتعب.