جدَّدت الحكومة المصرية رفضها للفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أنها لا تقبل أي إساءة من هذا النوع، فيما طالب أعضاء في الكونجرس الأميركي بوقف صرف أية معونات للدول التي هوجمت فيها منشآت دبلوماسية أميركية.

وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو إنه أكد في اتصال هاتفي أجراه مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون أن مثل هذه الأفلام "تندرج ضمن عملية إثارة الكراهية ضد الشعوب على أساس الدين أو العرق أو اللون، وتتنافى بالتالي مع القوانين والأعراف الهادفة إلى تنمية علاقات السلام والتفاهم بين الشعوب والدول". وأضاف أنه طالب كلينتون بالتعامل مع هذه الظاهرة بالاهتمام الذي تستحقه، مؤكداً في الوقت ذاته حرص بلاده وإصرارها على القيام بواجباتها كاملة في حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية، وأنها لن تسمح بالاعتداء على الممتلكات الأجنبية في مصر بشكل عام.

وفيما رفض أقباط المهجر اتهامهم بإنتاج الفيلم، وقال المدير العام لمنظمة اتحاد المحامين شادي طلعت في تصريحات لـ "الوطن" "قررت منظمة أقباط المهجر اتخاذ الإجراءات القانونية ضد عدد من الصحف، بعد أن زجَّت باسمهم ونسبت إليهم صناعة الفيلم المسيء للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم"، أعلن عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة حسن البرنس أن "أحداث الشغب عند السفارة الأميركية كانت مخطَّطاً لدخول قوات المارينز لمصر لحماية الوفود الدبلوماسية."

بدوره، أكد القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان أنهم تلقوا اتصالات من البيت الأبيض تشيد بموقف الحزب "الجيد والمحترم" خلال محاولات اقتحام السفارة الأميركية والاشتباكات الواقعة حولها.

وفي واشنطن، قال السيناتور الجمهوري راند بول "لقد سئم الشعب هذه القصة. نحن نعاني من عجز بميزانيتنا ونواصل على الرغم من ذلك إرسال معونات ومساعدات للدول العربية التي تهاجم دبلوماسيينا. لذلك لا أجد أي سبب يدعونا لمواصلة هذا الدعم". وفيما أعاد بول إلى الذاكرة الدور الذي قامت به الولايات المتحدة في مساعدة الشعب الليبي على التخلص من ديكتاتورية معمر القذافي، فإن السيناتور جون ماكين قال إن حوادث مهاجمة المقار الدبلوماسية الأميركية تدعو للتفكير في عدة أمور. وأضاف "أعتقد أن الشعوب الإسلامية ترفض أيضاً هذا العنف وهذه الكراهية التي تنشر باسم الإسلام، وعلينا أن نعيد النظر في سياستنا الخارجية تجاه المنطقة من حيث أسسها، وعلينا في نفس الوقت أن نبحث أسباب حدوث ما حدث؛ سواء تلك التي تتصل بالجذور أو بالملابسات المباشرة، وأبرزها الفشل الأمني".

وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قد صرح في واشنطن بأن التظاهرات ضد البعثات الدبلوماسية الأميركية لا تعبر عن موقف تلك المجتمعات من الولايات المتحدة.

من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها طلبت رحيل العاملين الحكوميين غير الأساسيين من تونس والسودان، بعد اقتحام سفارتيها في البلدين. وحذرت المواطنين الأميركيين "من جميع أنواع السفر إلى تونس في الوقت الحالي، ومن مخاطر السفر إلى السودان حيث لا يزال مستوى التهديد الإرهابي خطيرا".

وفي تونس قال بيان صادر عن الرئاسات الثلاث إن البلاد لن تتحول إلى ملاذ للإرهاب الدولي،مؤكدا التزام الدولة "بحماية مقومات الأمن والاستقرار العام على كامل التراب الوطني وأخذ كل الإجراءات اللازمة، بما في ذلك تعزيز تأمين السفارات والبعثات الدبلوماسية والمدارس وحماية الجاليات الأجنبية". وكانت انتقادات وجهت إلى وزير الداخلية علي العريض التابع لحركة النهضة بسبب القصور الأمني في تأمين المظاهرات أمام السفارة الأمريكية الجمعة الماضية.