لست معجبا بالدكتور محمد العريفي، ولا بـ80% من آرائه وتغريداته، ولكني هنا أشخص حالة من السلبية ومحاربة المبدعين، اجتاحت مجتمعنا بجميع أطيافه.
الدكتور العريفي، مهما اختلفنا معه فهو مبدع وطموح، استطاع في سنوات أن يضع اسمه في صدارة الخطباء، وكان سنام عطائه خطبته عن مصر في جامع البواردي.
لأول مرة ـ وأنا من المترددين على مصرـ يتداول اسم خطيب سعودي على هذا النطاق.
أبكى الكثيرين، وقدم ما يُعد رسالة حب مجتمعية من السعوديين للمصريين.. والمصريون شعب عاطفي، واقر في قلوبهم الدين حتى وإن ابتعدوا عنه شكليا. أوصلت هذه الخطبة رسالة لم تقدمها مساعدات أو معونات.. وبينما يكرم الرجل هناك يهاجم في وطنه، إما بأنه سارق لمقطع أدبي أو مجامل مغير لمواقفه.
هجوم وتصيد في كل المجالات لأي مبدع، يبدأ من مجلس أصدقائه حتى يصل إلى وسائل الإعلام.. فرحة اكتشاف اقتباس العريفي تمثل مؤشرا لحدية المجتمع المحارب للمبدعين، مثلما سوداوية التعامل مع المنجزات وتسفيه الطموحات. يتصدر السوداوي دائما، لا يمل من نقد كل شيء، ويصفق له المجتمع.
توارى العقلاء وتصدر المتصيدون. أزمة مزاج سلبي طاحنة يمر بها المجتمع. الاختلاف بلا إنصاف.. مثل من يصور وطننا كأنه الجحيم.. يتصيد لأي نجم.
أحسن الدكتور العريفي في خطبته، ولذا يستحق الثناء، حتى مع عدم الاتفاق أو عدم الإعجاب. اتصل بي ذلك الصديق فجر الأربعاء ليقول: أبشرك، العريفي مقتبس خطبته من باحث كويتي.. فسألته: لو فاز سعودي بجائزة نوبل ستتصل فجرا..؟ الإجابة لكم.