تدرس هيئة حقوق الإنسان حاليا قضية مواطنة مصابة بإعاقة شبه كاملة، جابت شوارع جدة منذ عدة أيام مع زوجها وطفلها بحثا عن مأوى، بعد أن تعرضت من قبل أشقائها للتهديد والطرد من شقتها التي تملكها- حسب اتهاماتها، فيما رفضت الشؤون الاجتماعية دعمها بالحماية على اعتبار أنها لم تلحظ عليها آثارا للعنف الجسدي.

وصرحت مديرة المكتب النسائي في هئية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة جواهر الناهري إلى "الوطن" قائلة إن السيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعاني إعاقة شبه كاملة، وقد حضرت إلى الهيئة وهي تشتكي من تضررها من التهديد، وأنها وطفلها وزوجها مشردون في الشارع منذ ثلاثة أيام بعد أن طردها إخوتها من بيتها، فقامت الهيئة بتوجيهها إلى دار الحماية الأسرية، باعتبارها جهة الإختصاص، إلا أن دار الحماية وجدت أن السيدة لا تنطبق عليها الاشتراطات لدخولها الدار، لأنها غير معنفة، فأسكنتها في شقة مفروشة كحل مؤقت. وأضافت أن الهيئة ستوفر للسيدة شقة مفروشة بإيجار لمدة عام حتى تنتهي من مشكلتها القانونية، مشيرة إلى أن السيدة ستحظى بالدعم القانوني حتى تستعيد حقوقها. وأكدت النهاري أن الهيئة خاطبت الشرطة بشأن شكوى السيدة حول تهديد إخوتها لها ولزوجها وطفلها، وبشأن طردهم لها من شقتها، كما تمت مخاطبة الضمان الاجتماعي بشأن تقديم مساعدة عاجلة، كما خاطبت الهيئة مركز التأهيل الشامل بالطائف لتقديم المساعدة اللازمة لها باعتبار أن ملفها موجود لديهم.

من جانبه قال مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالله آل طاوي لـ"الوطن" إن الشؤون أجرت بحثا حول وضع السيدة وتبين لها أنها تستحق مساعدة عاجلة، أما فيما يتعلق بشقتها فإن الجهات الأمنية هي الجهة المسؤولة عن إعادتها لها في حال ثبت لها الحق في ذلك، أما بخصوص الضمان الاجتماعي فهي لا تستحقه لأنها تستلم شهريا مبلغ ألف ريال كدعم لها لأنها معاقة.

وذكرت السيدة (تحتفظ الوطن باسمها) وتبلغ من العمر 33 عاما أنها تواجه صعوبات كبيرة، نتيجة لفقدانها شقتها، مؤكدة أنها واجهت منذ صغرها نظرة دونية من قبل إخوتها وأسرتها، بسبب إعاقتها، وأنهم أبقوها 15 عاما في غرفة في المنزل، دون توفير أي أجهزة أو مساعدات خاصة بالمعاقين، حتى تدهورت حالتها الصحية وزادت إعاقتها بسبب ضعف العضلات، وأن والدها زوجها من مقيم أنجبت منه ولدا، وعاملها بقسوة وعنف، وأنه كان يستحوذ على معونتها من الدولة، وأنه حاول أن يجعلها تتنازل عن مصنع أسسته معه، إلى أن تمكنت من الحصول على حريتها والطلاق، لكنها فور عودتها إلى منزل أهلها عادت معاملة إخوتها المهينة لها، وقالت "كانوا يعاملونني كخادمة ويطلبون مني عدم الظهور أمام الناس خجلا من إعاقتي، فطلبت من والدي أن يؤمن لي مستقلبي ويبيع المصنع ويشتري لي شقة، وفعلا اشترى لي تلك الشقة قبل شهر بعقد مبدئي لم يفرغه بعد في المحكمة، وتزوجت من شاب سعودي قبل 20 يوما، وبمجرد أن علم إخوتي بشراء والدي شقة لي، حتى فوجئت يوم الخميس الماضـي بهم يدخـلون على شقتي ويهددونني بالإيذاء وترحيل طفلي إلى السودان بلد والده، وهددوا زوجي بالضرب، طالبين مني التنازل عن الشقة، أو طلاقي من زوجي، وأخذوا عقد إيجار الشقة عنوة، وطردوني من المنزل".