تجاوز اتحاد الكرة آثار خروج المنتخب من بطولة الخليج وكان ضحية ذلك المدرب ريكارد ومدير المنتخب خالد المعجل، والحقيقة تقول إنهما جزء من أسباب فشل الأخضر، الذي يتعرض لهزائم متتالية وخروج متوالٍ من البطولات في آخر ستة سنوات كانت حافلة بالوعود والأماني.
وإذا استعرضنا أسباب فشل الكرة السعودية نجد أنها تعرضت ولا تزال لهبوط قسري في مستواها نتيجة تطبيقنا لاحتراف أعوج قائم على توقيع عقود مع لاعبين بأثمان باهظة لا تتناسب مع العائد الفني من اللاعبين، الذين أشغلتهم الأموال عن تطوير مستوياتهم وتقديم ما يوازي ما يحصلون عليه، وتشاطرهم في ذلك إدارات الأندية التي لا تطبق نظاما احترافيا قائما على أسس صحيحة، بل إنها تطبق أساليب إدارة اللاعبين الهواة الذين يحضرون للتدريب لساعتين أو أقل يوميا وبسبب ذلك يجد اللاعب متسعا كبيرا من الوقت يقضيه في السهر يوميا ما يزيد الأوضاع سوءا. عدم احتراف اللاعبين السعوديين خارجيا وقدوم جيش من المحترفين الأجانب، كان أحد أسباب فشل الكرة السعودية التي تعاني انعدام وجود لاعبين موهوبين في كثير من المراكز، وإن كانت العلة تتضح أكثر في مراكز خط الهجوم والمحور الدفاعي، التي يستحوذ عليها اللاعبون غير السعوديين، خصوصا في أندية المقدمة، وكأننا نقتل كرتنا بشكل بطيء ظهرت آثاره بعد مرور عدة سنوات من تطبيق نظام الاحتراف. وبكل أسف فقد توقعت أن تكون أولى خطوات اتحاد الكرة الجديد أن يعلن عن تقليص عدد اللاعبين الأجانب بدءا من الموسم المقبل إلى ثلاثة لاعبين وفي السنة التالية إلى لاعبين فقط، ولكن كانوا يحلقون بعيدا عن المشكلة بأن سمحوا بتسجيل لاعبين إضافيين على سبيل الاستثمار. الضغوط الإعلامية التي تعرض لها المنتخب مؤخرا منها ما كان منطقي كأن يؤدي لاعبو الأخضر كرة قدم حقيقة قائمة على أساسيات وأبجديات الكرة بالاستلام والتسليم الصحيحين والقتالية التي لا نعرفها في ملاعبنا، وهناك الحملات الإعلامية السلبية الهدامة المحبطة التي افتقرت لأبسط أبجديات الولاء والانتماء للوطن، تلك التي تنظر للمنتخب بمنظار الأندية وشعاراتها وبأسلوب فج قبيح. كيف لنا أن نطالب بوجود لاعبين شباب مهرة وهم لا يجدون ملاعب للتدريب يمارسون فيها اللعبة بشكل كاف؛ لوجود ملعب أو اثنين في غالبية الأندية تقام بهما تدريبات جميع الدرجات وبشكل يومي؛ مما يقلص من مدة حصص التدريب اليومية؛ وهذا سبب إضافي للفشل الذي تمر به كرتنا. أسباب الفشل واضحة وجلية لكنها تحتاج إلى تخطيط صحيح وتنفيذ سليم لتجاوزها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهو ما سننتظره من أحمد عيد ورفاقه.
عناوين أخيرة:
* كان ريكارد هو الرابح الكبير وتمت تنحيته عن قيادة المنتخب، لكن الخطوة الأهم اختيار مدرب طموح يتمتع بالقدرة على التعامل مع فكر الهواة، وإلا سيكون مصيره كمصير من سبقه.
* من يشاهد قتالية بعض المنتخبات الخليجية يتحسر كثيرا على برودة لاعبي منتخبنا وطريقة لعبهم التي فيها خليط بين التعالي على الكرة وضعف التركيز.
* أشغلونا بقضية الكابتنية وكأن تلك الشارة هي لب القضية، لكن لأن ياسر القحطاني من حملها كانت هي القضية الكبرى.
* لا أستطيع فهم دوافع حارس مرمى لتناول منشطات وهو أقل اللاعبين حركة في الملعب، لكن في اعتقادي أن الجهل وراء مشكلة تعاطي حارس الهلال خالد شراحيلي المنشطات.
* تسريب ما يدور في اجتماع اتحاد الكرة أثناء انعقاده يؤكد أن هناك شخصا من الحضور لا يحترم المجلس ويمرر الأخبار للإعلاميين؛ وهو ما يستوجب على عيد التحقق منه حتى وإن وصل الأمر إلى تسليم الجوالات خارج قاعة الاجتماع.