من طابور الصباح بدأت علاقتها بالأدب واللغة بدون اللاقط الصوتي وانتهى بها المطاف وهي تلقي قصيدتها أمام جمع من مثقفي العرب بسوق عكاظ في نسخته السادسة. إنها السودانية روضة الحاج الفائزة بلقب شاعرة عكاظ عن قصيدتها "انعتاق".

تقول روضة عرفني الجمهور مذيعة بإذاعة كسلا أولا ثم عرفوني شاعرة من خلال قصائدي ثم طغت الثانية على الأولى، قبل أن تغادر المملكة إلى موطنها بساعات كان "للوطن" معها هذا الحوار:

حدثينا عن روضة الحاج الطفلة؟

ولدت في شرق السودان في منطقة "كسلا" وهي واحدة من أجمل مدن السودان إذا لم تكن أجملها، وهذه المدينة عرفت بأنها قدمت شعراء للسودان وتميز شعرهم باللغة المحكية، وعشت في منزل كبير يضم أشقائي الخمسة وشقيقتي الوحيدة التي تبلغ من العمر 13 سنة، ويقع ترتيبي في أسرتي الثانية، وهذا المنزل الكبير يُقال له "سكن جماعي" وكنت إلى العام الماضي أعيش في هذا المنزل ولكن كبر أبنائي جعلني أؤسس بيتا مستقلا عن أسرتي.

أين تلقيت تعليمك وكيف كانت طفولتك؟

درست كل مراحلي التعليمية بمدينة كسلا ثم انتقلت للخرطوم وطفولتي بسيطة وعادية ومحاطة بأصدقائي وأهلي فالعلاقات الاجتماعية بين الناس قوية.

كم عدد أبنائك وما مراحلهم التعليمية؟

لي ابنان محمد الأكبر ويدرس بالصف الخامس الابتدائي وخالد بالصف الأول وأعيش مع زوجي بمدينة الخرطوم بحري، وهو طبيب ونلتقي إعلاميا كونه معدا للبرامج بالتعاون مع إذاعة كسلا.

متى اكتشفت علاقتك بالأدب والشعر خاصة؟

علاقتي بالأدب واللغة بدأت من طابور الصباح قبل ظهور ما يعرف بـ"الإذاعة الصباحية" حيث كنت أقدم عبر الطابور برامج ثقافية ومشاركات مختلفة بدون اللاقط الصوتي.

متى بدأت العمل الإعلامي، وكيف كانت بداياتك للعمل كمذيعة؟

لا أعرف مهنة غير الإعلام فأنا مذيعة بإذاعة كسلا والتحقت بالعمل الإذاعي وأنا طالبة بالجامعة عام 1993، حيث كنت أقدم برنامجا ثقافيا لرابطة كسلا بالجامعة وكان يحضر البرنامج مدير برامج إذاعة كسلا "عثمان شلكاوي"، فقال لي بعد أن سمعني "أنت مذيعة جاهزة" ثم قال لماذا لا تأتين وتجرين تجربة للصوت؟ وواصلت العمل وأنا طالبة حتى تخرجت وبعدها أكملت عملي كمذيعة بشكل رسمي.

هل كنت معروفة للجمهور في السودان كمذيعة وشاعرة أيام مراحل التعليم التي تنقلت فيها بين كسلا والخرطوم؟

كنت معروفة على نطاق المدرسة المحدود بعدد قليل من الناس والزميلات والأصدقاء وعرفني الناس كمذيعة أخبار، ومن ثم تحولت لبرامج البث والحوار، ومن ثم عرفني الناس كشاعرة حيث طغت علي الشاعرية أكثر من المذيعة.

من يتابعك من أفراد الأسرة في برامجك ومشاركاتك الثقافية المتنوعة؟

جميعهم ولكن تحرص والداتي على متابعة برامجي في التلفزيون والإذاعة، وكانت سعيدة جدا بتكريمي بسوق عكاظ، وكان التلفزيون السوداني حاضرا وأجرى تغطية كاملة، وأفكر أنا وزوجي الذي يعمل متعاونا مع إذاعة كسلا إضافة إلى عمله كطبيب أن ننفذ تغطية كاملة في برنامج سفراء المعاني لفعاليات سوق عكاظ.

هل تدخل روضة الحاج المطبخ؟ وما طبقها المفضل؟

أنا طباخة ماهرة ودائما ما تثني على صديقاتي وخاصة في نكهة الطعام المقدم ولكني في هذه الناحية أنا مزاجية وعلاقتي بالمطبخ جيدة، وينبغي أن تكون علاقة أي امرأة بالمطبخ جيدة، والأكلات التي يفضلها زوجي وأبنائي "التقلية" وتتكون من طماطم وصلصة وبصل ولحم وبهارات وبامية مجففة وتسمى "ويكة".

هل تتوقعين أن يكون أحد أبنائك سائرا على خطاكِ؟

والدي كان راوية للشعر ولديه محاولات شعرية جيدة باللغة القومية السودانية التي تعد أقرب اللهجات للفصيحة، وخاصة عند شرق السودان وغربه ونهر النيل التي ينتمي لها والدي والتي تتميز بالثقافات العربية والحكايات، وأتوقع أن يصبح ابني محمدا شاعرا عظيما، وهو يحفظ لي بعض الأبيات.

ما هوايات روضة الحاج واهتماماتها؟

إضافة إلى الشعر والإعلام فأنا أهوى القراءة ما وجدت لذلك سبيلا، وحاليا لم أعد أقرأ كما في السابق بل اعتمد على قراءاتي السابقة وأهوى متابعة التلفزيون الذي يأخذ مني وقتا كبيرا

ما جديدك القادم شعريا؟

حاليا أعمل على ديوان للأطفال من أجل أطفالي وخاصة محمد ابني الأكبر، حيث أشعر أن القصيدة التي يقرأها لي أو لغيري أكبر من سنه، أو أنها قصيدة نسائية فنظمت قصائد ضمنتها ديوان "كرة أرضية مربعة " حيث أحزنتني عبارة طفلة لا أعلم من هي قالت لو "كانت الأرض مربعة لوجد الأطفال زوايا يختبئون فيها" فسببت لي هذه العبارة حزنا وتذكرت الأطفال والصراع حيث أصبح الأطفال يُقبرون قبل أن يكبروا، وسوف يصدر قريبا وأهديته ابنيّ محمد وخالد.