قتل اثنان من مشاة البحرية الأميركية بهجوم لحركة طالبان الأفغانية على أكبر قاعدة عسكرية للقوات الأطلسية يوجد بها الأمير هاري نجل ولي العهد البريطاني، والثالث في ترتيب العرش البريطاني.
وقال قائد اللواء الـ 215 بولاية هلمند تاج ملوك أمس إن عشرات المسلحين اقتحموا الليلة قبل الماضية قاعدة "كامب باستيون" البريطانية بمديرية جريشك التابعة لإقليم هلمند جنوب أفغانستان، مما أسفر عن مقتل جنديين أميركيين وإصابة 5 آخرين، إضافة إلى مقتل 16 مسلحاً من المهاجمين. وأضاف أن جثث قتلى المهاجمين لا تزال مبعثرة في محيط القاعدة العسكرية للقوات الأميركية.
وفيما أكد بيان أطلسي الهجوم، تحملت حركة طالبان على لسان الناطق باسمها يوسف أحمدي المسؤولية عن الهجوم على القاعدة. وقال إن الهجوم على القاعدة العسكرية جاء رداً على الفيلم المسيء إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم في الولايات المتحدة. وأضاف إن الحركة تخطط لهجمات مماثلة على القواعد العسكرية بأفغانستان بدلاً من المسيرات الاحتجاجية التي تسير في عدد من دول العالم ضد هذا الفليم.
وبدوره قال المتحدث باسم القوات الأجنبية في أفغانستان مارتن كرايتون إن الأمير هاري حفيد الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا وترتيبه الثالث في ولاية العرش، كان موجودا بالقاعدة وقت الهجوم، إلا أنه لم يصب بأذى، مضيفا أن القوة ستحقق لمعرفة ما إذا كان وجوده كان الهدف وراء الهجوم على القاعدة.
وكانت حركة طالبان أعلنت الاثنين الماضي أنها تخطط لقتل الأمير هاري، والذي وصل الجمعة الماضي إلى قاعدة باستين في مهمته الثانية حيث يتولى قيادة مروحيات مقاتلة بالجيش البريطاني.
وكان الأمير هاري (27عاماً) الموجود حالياً في جنوب أفغانستان باسم الكابتن ويلز، شارك في العمليات العسكرية ضد طالبان بولاية هلمند عام 2008، وأخرج منها بعد أن كشفت المصادر الإخبارية تواجده في الجبهات القتالية ضد طالبان التي هددت آنذاك بقتله أو خطفه.
في الأثناء، قتل ما لا يقل عن 12 مدنياً (بينهم 7 أطفال وامرأتان) وهم أفراد عائلتين، إثر انفجار عبوة ناسفة أمس في منطقة جريشك بولاية هلمند.
كما قتل مسلحون مسؤول المخابرات الأفغاني بولاية لغمان في هجوم شنوه الليلة قبل الماضية على منزله في منطقة علينجار، حسب ما أعلن الناطق باسم حاكم الإقليم سرحدي جواك أمس.
من جهة أخرى، وافق البرلمان الأفغاني أمس على ترشيحات الرئيس حامد قرضاي الخاصة بوزيري الدفاع والداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات. وفاز بسم الله محمدي وزير الداخلية السابق، باقتراع بالثقة كوزير للدفاع، على أن يتولي غلام مجتبي باتانج منصب وزير الداخلية، بعد أن كان قد شغل منصب نائب وزير بها، بينما تمت الموافقة على أن يرأس أسد الله خالد، وزير القبائل والحدود السابق، جهاز الاستخبارات. ولم يحصل عزيز الله دين محمد، وهو حاكم سابق لكابول وحليف رئيس لقرضاي، على أصوات كافية ليصبح وزيرا للقبائل والحدود.
وفي باكستان، شهدت مدينة كراتشي أمس يوما داميا نتيجة لعمليات القتل المستهدف، حيث انتشلت الشرطة 10 جثث في مختلف أنحاء المدينة رغم الإجراءات الأمنية المشددة.
في غضون ذلك، بدأت أمس في مقر الخارجية الباكستانية محادثات بين باكستان والولايات المتحدة لمناقشة القضايا الخلافية وبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في الحرب على الإرهاب. وقاد الوفد الباكستاني وكيل وزارة الخارجية جليل عباس جيلاني بينما قاد الوفد الأميركي المبعوث الأميركي الخاص لباكستان وأفغانستان مارك جروسمان.