يضع معلمو ومعلمات المملكة أقدامهم اليوم على أولى عتبات إجراءات حركة النقل الخارجية السنوية لهم، إذ تبدأ أولى حلقات مسلسل التفاؤل والأمل الذي يكونون هم أبطاله، متطلعين لتحقيق رغباتهم في النقل بجوار أهاليهم وأسرهم، وتحقيق الاستقرار النفسي لهم والقضاء على عناء سفرهم اليومي؛ ولعل التبكير في إجراءات الحركة - إذ لم يمض سوى أسابيع على بداية العام الدراسي الجديد - يأتي كـ"حقنة" لتحقيق الدعم النفسي للمتعطشين وتنشيطهم للعمل والمثابرة في الفترة المقبلة وحتى نهاية الفصل الأول.
وزارة التربية والتعليم حددت نهاية الفصل الدراسي الأول موعدا لإعلان نتائج الحركة بالنقل، أي أن طالبي النقل من المعلمين والمعلمات سيعيشون أصعب 4 أشهر بدءا من اليوم على جمر الترقب لمعرفة مصيرهم من الحركة.
وبحسب رصد "الوطن" لفترات إجراء حركتي النقل الخارجية للمعلمين والمعلمات، فإن فترة الترقب لنتائج الحركة تنشط بها "التوقعات" و"التحليلات" و"الإشاعات" في تحديد نسب المنقولين ونتائجها بين طالبي النقل أنفسهم وفي "الإنترنت"، مما قد يجعل التهيئة النفسية لطالبي النقل "سلبية" أو "إيجابية" على حسب النتائج المنقولة.
المعلم بندر الشهراني، والمعلم محمد عسيري "من سكان أبها" يقطعان يومياً 3 ساعات للوصل لمدرستيهما في المراكز التهامية التابعة لمنطقة عسير، أوضحا لـ"الوطن" أن التبكير في إجراءات النقل كان بمثابة البشارة لهما مطلع هذا العام، وأنهما سيعيشان الفصل الأول في ترقب والفصل الثاني في صبر وتفاؤل للمنقولين بانتهاء معاناتهم، واصفين التوقيت وتحديد الحركة وموعدها بـ"الفكرة الجيدة" لتحقيق الدعم النفسي للمعلمين والمعلمات، لافتين إلى أن الكارثة أكبر على من لم يحالفهم الحظ في النقل، كونهم سيقضون الفصل الدراسي الثاني على مضض وتجري أيامهم بكل ثقل.
إلى ذلك تبدأ "التربية" اليوم مرحلة تحديث بيانات شاغلي الوظائف التعليمية والبدء بإجراءات تنفيذ حركة النقل الخارجية للعام 1433 / 1434 للمعلمين والمعلمات حسب - تعميم الحركة الخارجية للمعلمين والمعلمات المبلغ لإدارات التربية والتعليم -، والمتضمن إبلاغ شاغلي وشاغلات الوظائف التعليمية سواء من يرغب الدخول في الحركة أو من لا يرغب عن مسؤوليتهم الشخصية تجاه البيانات المسجلة في بوابة التكامل الإلكتروني.
وشددت الإجراءات على ضرورة تحديث وإدخال البيانات لجميع شاغلي الوظائف التعليمية بمن فيهم المثبتين، سواء ممن كانوا سابقا على العقود أو البديلات ومن صدرت لهم قرارات تعيين قبل إغلاق النظام، ولا يقتصر على طالبي النقل، وكذلك المكلفون في جهاز الوزارة بجميع قطاعاتها وإدارات التربية والتعليم سواء كانوا على رأس العمل أو ليسوا على رأس العمل كالمفرغين للإيفاد والمعارين والمجازين وغيرهم اليوم وحتى 14 محرم المقبل، وأن موعد إغلاق النظام عن المدارس سيكون في 22 الشهر المقبل.
وتحرم الإجراءات طالبي النقل الخارجي من قبل إدارة التربية والتعليم عند بلوغ غياب المعلم أو المعلمة بدون عذر أكثر من خمسة عشر يوماً خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الماضي وحتى تاريخ 14 محرم المقبل، وكذلك الذين قلّ أداؤهم الوظيفي في العام الدراسي السابق 1432 / 1433 عن 60 درجة، أو ما يوازيها لمحضري ومحضرات المختبرات وأمناء وأمينات مصادر التعلم، وكذلك المعلمون الذين لديهم طلب تقاعد أو نقل خدمات أو استقالة ونحوها أو من لم يوقع على صحة استمارة النقل. وحول برنامج لم الشمل، أشارت إجراءات النقل إلى أن الوزارة تسعى إلى إتاحة الفرصة لاستقرار المعلمين والمعلمات الأزواج من خلال تحقيق رغباتهم بالنقل إلى مواقع لا يسبقهم عليها أحد، وإن كان ذلك في موقع أبعد من مواقعهما الحالية حسب الحالات والآليات الموضحة في النظام، من منطلق أن الهدف الرئيس بقاء الزوجين مع بعضهما قدر المستطاع.