"غانغام ستايل" -لمن لا يعرف - هي أغنية كورية اشتهرت مؤخرا على المستوى العالمي قيّمت على أنها ثاني أكثر فيديو كليب مشاهد في موقع (يوتيوب) عالميا، وقد تم تقليد رقصتها الجماعية وتفاصيل الفيديو كليب الخاص بها في كل مكان في العالم تقريبا وبلغات متعددة ومن ثقافات مختلف، بما في ذلك نسخة سعودية كان بطلها شخصية (أبوسروال وفنيلة) السعودي بمواصفاته المحلية البحتة وحركاته الكوميدية.

ظاهرة "غانغام ستايل" "الكورية" مثلها مثل ماكارينا "الإسبانية" في التسعينات الميلادية، هي كلها ظواهر صوتية موسيقية تؤشر على أن التحرك الجماعي وفي انسجام لحني وحركي يكون له تأثير قوي على المتلقي حتى يصبح ـ ولو لم يكن يفهم ما يقال ـ تابعا منجذبا لما يبدو له أنه الفن بعينه والإبداع الموسيقي بكامل مواصفاته.

الإنسان بطبعه يؤمن بأن المضي وسط الحشود يحميه من أي خطر محدق، وعليه شاع المثل الشعبي القائل (الموت مع الجماعة رحمة)، إلا أنه من المهم أن نرى الأمر بأن تلك الجماعة الراقصة أو تلك المجتمعة في حشد رياضي لها دائما نواة تكون المسيرة لهم والتي ينقادون خلفها دون دراية وذلك فقط لكونه أمسك بالمكبر أو تقدم الراقصين.

مهما كانت تلك الرقصة سخيفة أو الأغنية ساذجة إلا أنها في نهاية المطاف تقول شيئا، وتحاول أن ترسل رسالة قد لا تتجاوز عبارة "أنا في الروضة ويا صحابي، ساعة لعبي وساعة كتابي"، والناس المنقادون لذلك اللحن ستجدهم يرددونه وإن كان أحدهم عمره 50 عاما، أو كان أميا لم يذهب يوما للمدرسة، فاللحن أقوى من أن يقاوم والرقصة وانسجام حركاتها لا يمكن إلا أن تجذب أي فرد يهوى الجمالية الجماعية وما تمثله من تنظيم وتفاهم إنساني.

هناك "غانغام ستايل" في العمل الاجتماعي وفي العمل السياسي وفي العمل الفكري، وهناك جماهير تسير خلف صاحب الرقصة بعيون مبهورة بـ"كاريزماه" السطحية وبأصواتهم المفرغة من فهم المعنى وبعقول قد تم تأجير الدور الأول منها بالكامل، فتجدهم يرددون ( Oppan Gangnam Style ) ويسيرون جماعة في الاعتراض على أمر ما أو الهجوم على شخص اختلفوا معه أو لكونهم تصوروا أن المجتمع أصبح يرقص "الماكارينا" وقد تمرد على غانغام ستايلهم في تطبيق الحركة وتحريك الأيادي.