تتجه وزارة الإسكان في وثيقة خطتها الاستراتيجية للـ20 عاما المقبلة، إلى فرض رسوم على الأراضي البيضاء في خطوة تهدف لخفض أسعارها، في الوقت الذي يبرز فيه ارتفاع أسعار الأراضي السكنية كواحد من أهم التحديات التي تواجه التنمية الإسكانية في البلاد.

وأبلغت مصادر مطلعة "الوطـن" أن توجـه وزارة الإسكـان لفرض رسوم على الأراضي البيـضاء يأتي كواحد من 3 برامج تسعى إلى تحقيقها، بما فيها برنامـج دعـم يتطلب تحويل صندوق التنمية العقاري إلى "بنك استثماري"، وتسهيل الأنظمة المتعلقة بتطوير الأراضي، واستكمال الإعلان عن اللوائح التنفيذية لأنظمة الرهن.




طرحت وثيقة الخطة الاستراتيجية السكانية في المملكة للعشرين عاما المقبلة تحديات تواجه التنمية الإسكانية أبرزها ارتفاع أسعار الأراضي السكنية، بسبب ووجود مساحات كبيرة من الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني لم تتم الاستفادة منها، إضافة إلى توزيع المنح ذات المساحات الكبيرة واحتكارها، وضعف قنوات التمويل ومحدوديـة التنوع فيها.

وكشفت مصادر مطلعة لـ"الوطن" أن هذه الأطروحات ألحقت بها توصيات ضمن الخطة الاستراتيجية للإسكان، التي تدرسها لجنة الإسكان والمرافق العامة في مجلس الشورى حاليا، وأعدها عدد من المختصين من جهات مختلفة.

وذكرت أن المجلس أوشك على الانتهاء من دراسة محضر لجنة الإسكان والمرافق العامة، وأن وثيقة الخطة أثبتت وجود العديد من التحديات التي تواجه التنمية الإسكانية أبرزها وجود ارتفاع كبير في أسعار الأراضي السكنية، لوجود مساحات من الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني دون الاستفادة منها، وتوزيع المنح ذات المساحات الكبيرة واحتكارها دون الاستفادة من هذه المساحات، مما تسبب في ارتفاعات غير مبررة على أسعار الأراضي، وأصبحت هذه الارتفاعات تشكل عقبة تواجه حتى وزارة الإسكان نفسها، إضافـة إلى ضعف قنوات التمويل الحكومي ومحدودية تنوعها.

وأشارت إلى الخطة ستطرح توصيات تحقق ضرورة إعادة صياغة الأنظمة الخاصة بالأراضي واستحداث أنظمة جديدة بمقدورها الحد من الارتفاعات الكبيرة في أسعار الأراضي السكنية لتمكين المواطنين من الحصول على سكن.

وشددت على أن الخطة ستوصي أيضا باتخاذ الاجراءات التي تحقق زيادة المعروض من الوحدات السكنية المتلائمة مع الدخل الخاص، من خلال الاستفادة القصوى من الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني، وفرض رسوم على هذه الأراضي، وإيجاد وتخطيط التجمعات السكانية على المستوى الوطني، وإعادة تأهيل الأنظمة العمرانية، واستحداث برامج وآليات لإيجـاد حوافز تشجيعية للاستفادة من الأراضي من خلال تطويرها، وسن قوانين تمنع احتكار الأراضي ذات المساحات الكبيرة، وإيجاد نظام مراقبة للأسواق العقارية والإسكانية وتوفير قاعدة معلومات خاصة بها.

وذكرت أن الخطة الاستراتيجية ستتضمن 3 برامج تسعى وزارة الإسكان إلى تحقيقها، وهي برنامج لدعم الإسكان، الذي يتطلب تحويل صندوق التنمية العقاري إلى بنك استثمار عقاري، وتسهيل الأنظمة المتعلقة بتطوير الأراضي، واستكمال الإعلان عن اللوائح التنفيذية لأنظمة الرهن العقاري، فيما يتضمن البرنامج الثاني توفير السكن من خلال برنامج التسجيل العيني الذي تتم دراسته حاليا من قبل وزارة العدل، إضافة إلى تطبيق فرض رسوم على الأراضي البيضاء من أجل تخفيض أسعارها، وتحويل المنح السكنية الكبيرة لصالح مشاريع الإسكان. ويُعنى البرنامج الثالث بسوق الإسكان الذي يعنى بإعداد دراسة المواصفات الخاصة بالمباني، والمعني بها كود البناء السعودي، والبحث عن أقل الأسعار لمواد البناء ذات الجودة العالية في ذات الوقت، والتأمين على الوحدات السكنية، وإعادة دراسة موضوع التثمين العقاري.