أؤمن تماما بالانفتاح الإعلامي الذي نعيشه بمختلف وسائله، لكني أجزم بأن عقليات البعض من "قدامى الإعلاميين" لم تواكب هذه الطفرة، فالتبس عليها الأمر حتى باتت مقتنعة بأن الجرأة في الطرح هي إخراج كل ما في نفسك من أحقاد وضغائن وأفكار ملوثة بالتعصب لترمي بها كل الأطراف التي تخالفك تحت بند الجرأة..!

قبل أيام خرج المنتخب السعودي من "خليجي 21"، لكن القنوات الرياضية المتخصصة بمجالسها ومنتدياتها حتى الآن لم تخلُ من كهول الإعلام السعوديين الذين أمتعوا الدول الخليجية والعربية وحتى جزر الواق واق التي يصلها بث القنوات بمقاطع فكاهية أكثر من رائعة، في نشر الغسيل المحلي، لنرى الأشقاء وقد ارتسمت على محياهم ابتسامات صفراء، يضحكون في قلوبهم، أو يؤججون المشادات التي تحصل بين السعوديين في "المجلس" أو من خلال الاتصالات الواردة من السعودية!!

تخيل معي ثلة من المتعصبين تتصدر "المجلس" لتبث كل الإعاقات الفكرية التي تتميز بها على الملأ وسط مباركة المذيع الشقيق الذي يجيد تحريك هذه النفوس المريضة بحثا عن المتابعة وزيادة الإعلانات.

تخيل معي أن أي مشجع أو لاعب سابق بإمكانه الاتصال ليسرد لنا قصصا لا يعلمها إلا هو!! بل إن مسؤولاً ورط المنتخب بمدرب قيمة فك الارتباط معه تقدر بـ 18 مليون ريال! اتصل ليشرح لنا أمورا كان يعلمها ويسكت عنها، ويدافع عن خياره أمام الجماهير والإعلام الذين صبروا على "رؤيته العالمية" ما يقارب السنة ونصف السنة، ونتج عنها خروج مذل من كل البطولات التي شارك فيها المنتخب مع تراجع مخز في المستوى وقائمة الترتيب الدولي؟

خلاصة القول؛ إن دورات الخليج بعدما فقدت إثارتها وقيمتها الكروية أجبرت القنوات التي تتألق بمجالسها على البحث عن "أراجوزات" دخلت الإعلام من أبوابه الخلفية لتقدم فواصل من الإثارة والمتعة في قلب الحقائق والواقع وتزوير التاريخ وإظهار أمراضهم أمام الجميع.. وللحق فقد نجحوا في إضحاك الناس وتنمية التعصب بعدما فشلوا في دعم الحركة الرياضية السعودية التي ابتليت بأمثالهم.