كشف مصدر في الخارجية الأميركية أن التحقيقات التي تشارك فيها جهات تحقيق مشتركة من الولايات المتحدة مع السلطات الأمنية الليبية أشارت إلى أن الأدلة الأولية تضع جهتين فقط ضمن عناصر الاتهام بحادث الهجوم الذي استهدف البعثة الدبلوماسية في بنغازي؛ الأولى هي كتائب القذافي التي لا يزال لها نشاطات بتخطيط من دولة خارجية، أو تنظيم القاعدة الذي استغل عناصره بعض القوات التابعة للقذافي لتنفيذ الهجوم المحكم الذي خطط له بدقة كبيرة.

وبين المصدر لـ"الوطن" أن القوات الأمنية والعسكرية الليبية نجحت في تقليص الخسائر التي كان يمكن أن تتسع بسبب الهجوم الثاني الكبير الذي تبع هجوما تمهيديا تم تنفيذه بالقذائف الصاروخية والإطلاق الكثيف للنيران الذي استهدف مبنى القنـصلية، معتبراً أن المجـموعتين المسلحتين اللتين نفـذتا الهـجومين استغلتا الفوضى والمظـاهرات لتنـفيذ الهـجوم الذي تم بتـخطيط عالٍ جداً، ولم يكن عفوياً.

وبين أن تعاون قوات الجيش والأمن الليبي مع قوة المارينز الخاصة بحماية مبنى البعثة الدبلوماسية الأميركية هو ما أمن حياة كافة العاملين فيها، وقال "لقد فقد عشرة من القوات الليبية أرواحهم وهم يـقومون بـواجبهم في الدفاع عن المبنى، وهنـاك خـرق أمني حول موقع آمن لحماية أعضاء البعثة الدبلوماسية لا يعرفه إلا عناصر جهاز الاستخبارات الليبية السابق؛ مما يدل على أن هذه العملية مرتبطة بدولة صديقة للقذافي أو القاعدة بتنفيذ كامل أو جزئي من كتائبه في الحالتين".

واعتبر أن محاولات بعض الدول تصوير ما حصل "مكافأة" من الشعب الليبي للدور الأميركي في تحريره من القذافي صيد في المياه العكرة ولا صحة له، وقال "لن نتنازل عن دورنا في ليبيا أو نغير في مواقفنا حول ثورة الشعب السوري لنيل حريته بل إن هذا يـزيد من تمسكنا بمواقفنا بشجاعة".

من جانب آخر أكد الناطق باسم السفارة الأميركية في الرياض، مفيد الديك في تصريح لـ"الوطن" رفض بلاده الإساءة إلى المعتقدات الدينية أو استغلال الدين لتبرير العنف.

وقال "ولكن علينا أن نـكون واضـحين حتى في لـحظات الـحزن هذه، لقد قـامت بـهذا الهـجوم مجمـوعة متـوحشة، ولـم تقـم به الحـكومة أو الـشعب اللـيبي".