أحرز الثوار المسلحون تقدما في منطقة حي الميدان في وسط حلب، بينما اندلعت معارك في عدة أحياء أخرى من المدينة، فيما وصل الموفد العربي والدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق أمس في أول مهمة له في سورية، حيث عبر بعد وصوله إلى العاصمة السورية عن اعتقاده بأن الأزمة في سورية "تتفاقم"، مشددا على ضرورة "وقف النزيف". وقال "قدمنا إلى سورية للتشاور مع الإخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة وأعتقد أنها تتفاقم".
وعلى الصعيد الميداني واصل الثوار تقدمهم داخل حلب. وأفاد أحد المواطنين أن المقاتلين "كانوا في منطقة بستان الباشا وتقدموا باتجاه شارع سليمان الحلبي. والآن دخلوا شارعا في الميدان". وباتت حلب العاصمة الاقتصادية لسورية، مسرحا لمعارك شرسة منذ أكثر من شهرين بين الجيش النظامي وقوات الجيش السوري الحر. ويعتبر حي الميدان استراتيجيا لأنه يفتح الطريق نحو الساحة الرئيسية للمدينة. وتعرضت أحياء أخرى في حلب تحت سيطرة الثوار إلى القصف.
وقتل 11 شخصا على الأقل عندما استهدفت مروحية تقاطعا في حي طريق الباب في حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ولم يتم تحديد ما إذا كان القتلى من المسلحين أو المدنيين. لكن شريط فيديو تم توزيعه يظهر جثث قتلى في القسم الخلفي لشاحنة صغيرة وعلى الأرصفة بعضها تعرض لحروق شديدة والبعض الأخر مغطى بالدماء. وفي جنوب حلب تعرض حي بستان القصر للقصف وأفاد سكان عن حصول مواجهات في حي الكلاسة. وقال مصدر عسكري إن مواجهات حصلت أيضا في حي سيف الدولة غرب المدينة.
وأفادت لجان التنسيق المحلية أن قصفا عنيفا طال منطقة الفردوس. وفي وقت سابق أعلن المرصد عن قصف استهدف منطقة كرم الجبل في محافظة حلب وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص، فيما حصلت مواجهات بين قوات الأسد والثوار في دمشق.
وأعلن المرصد أن نائبا سابقا هو أحمد الترك قتل بنيران قوات الأمن التي اقتحمت منزله فجرا في حرستا في محافظة دمشق واعتقلت ابنه. وذكر المرصد في بيان أن الترك العضو السابق في مجلس الشعب السوري قتل إثر إطلاق الرصاص عليه لدى مداهمة منزله، مشيرا إلى أن الترك تعرض للاعتقال في مايو الماضي. كما أفاد عن انفجار سيارة في حي ركن الدين في دمشق دون وقوع إصابات مع تعرض حي التضامن للقصف. وأفاد ناشطو لجان التنسيق المحلية عن معارك في حي القابون في العاصمة.
وقال ناشط من دمشق "الناس في دمشق بدؤوا يتقاتلون. النظام يحاول تحريض الأقليات من خلال تخويفهم وأعطى البعض أسلحة". وأضاف "النظام بدأ يقصف المنطقة أيضا... لا نعرف ما إذا كان هذا لوقف الاشتباكات أو تشجيعها". وأوضح أن الجماعة الموالية للأسد التي تقاتل المعارضة هي من طائفة شيعية يسميها السكان "اللجان الشعبية".