قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر إنه ليس بوسع الولايات المتحدة أن تمارس أي دور مؤثر على الساحة العالمية طالما ظلت الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة تثقل حركتها. وقال بيكر في ندوة عقدت بواشنطن أول من أمس "لا أعتقد فقط أن الأزمة تعوق قيام الولايات المتحدة بدور قيادي في أنحاء العالم ولكنني أعتقد أيضا أن الإدارة والكونجرس لا يتحركان في الاتجاه السليم نحو تجاوزها".

وتابع خلال الندوة التي دعا إليها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "تؤدي هذه المشكلة بتراكمها المضطرد إلى إلحاق الشلل بحركتنا الدبلوماسية والعسكرية. وحين أنظر إلى المشهد العام أمامي أرى أننا نواجه قنبلة موقوتة. وما نحتاجه إلى تعديل جذري في سياستنا المالية. لو واصلنا هذه السياسة التي نتبعها الآن فإننا سنرى في نهاية المطاف أسعار الفائدة ترتفع، وسنجد أن الاحتياطي الفيدارلي مضطر لاتخاذ خطوات من شأنها إضعاف الدولار. ولا أعتقد باختصار أن ذلك يمكن أن يسهم على أي نحو في استعادة دورنا القيادي العالمي".

وقال بيكر في مداخلته التي نقلت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين تكساس وواشنطن خلال تعقيبه على النقاش الدائر حول خفض الميزانية العسكرية "لا يمكن النظر إلى القوة العسكرية للولايات المتحدة باعتبارها سببا في قوتنا الاقتصادية. إن العكس هو الصحيح. قوتنا الاقتصادية هي السبب في قوتنا العسكرية. وإن كنا نبحث بهذا الحماس وسائل الحفاظ على قوتنا العسكرية فإن علينا أن نناقش ذلك على أرض البحث عن طرق تجاوز أزمتنا الاقتصادية والمالية الراهنة".

وأوضح وزير الخارجية الأسبق الذي شغل أيضا موقع وزير الخزانة أن هناك وسيلة أولية لتجاوز الأزمة. وشرح ذلك بقوله "يجب وضع أسقف للإنفاق الحكومي على البرامج المختلفة. ويجب على الإدارة والكونجرس الاتفاق على هذه الأسقف دون مزايدات. فالمسألة في حقيقتها تتعلق ببقاء الولايات المتحدة كقوة عظمى على ساحة العالم فضلا عن أنها تتصل بطبيعة الحال بالحفاظ على تقدمنا ورخاء الشعب الأميركي.