لا تكاد تتحرك خطوتين متواصلتين حتى تلاحقها عدسات "البابارتزي السعوديين"، صورة "فرح" التي لفتت الأنظار بزيها التراثي وطبيعة ملامحها البريئة كانت العنوان الأبرز لمصوري الصحف والوكالات والمصورين الهواة في جادة عكاظ أمس.
فرح عبدالعزيز المالكي ذات الأربع سنوات ترفض أن تخرج من منزل والدتها متجهة إلى جادة عكاظ دون أن ترتدي زيها التراثي "الكرتة"، وتعشق هذا الشكل الذي ظهرت به وجذب إليها أنظار الزائرين.
والد فرح أكد أنهم عائلة محبة للتراث، وأن والدة فرح عاشقة للتراث وتجمع في منزلها عددا كبيرا من الأدوات التراثية، وتهوى مطالعة كل ما يخص تاريخ وثقافة المجتمع السعودي عبر السنوات الماضية.
أم فرح أكدت أنها ليست "مثقفة" ولم تصل إلى مراحل متقدمة في التعليم، ولكنها تؤمن بأن التراث والتاريخ هما صانعا مستقبل الشعوب، وتؤكد على أنهم يسعون من خلال الأزياء التراثية التي تظهر بها الفتاتان "فرح وأختها" إلى التأكيد على أصالة الشعب والفخر بماضيهم.
واشتكت أم فرح من "تطفل" فلاشات التصوير على مراحل زيارتهم لجادة عكاظ التي تواصلت خلال الأيام الماضية، مضيفة أنهم لا يستطيعون منع من يحاول تصوير الطفلتين، لكي لا يتسببوا لهم بالإحراج ولكن كثرة التصوير تسبب في إعاقتهم عن إكمال الزيارة.
وتشير أم فرح إلى أن تعلقهم بالتراث بدأ منذ وقت طويل حيث تحرص هي وكافة أفراد العائلة على جمع كل ما له علاقة بهذا التراث، ويحرصون على اقتنائه، مؤكدة أن لديهم متحفا مصغرا في منزلهم، فيما بدت علامات السعادة تظهر على والد "فرح" لأن أمها عاشقة للتراث، وأشار والد فرح إلى أن مثل هذه النوعيات من الأشخاص يرون أن هذه الأشياء كلما "كبرت" زادت قيمتها.
تقول والدة فرح إن الطفلتين تعلقتا بالتراث، وأصبحتا ترفضان الخروج للمهرجانات دون ارتداء الزي التاريخي، مشيرة إلى أن "لفت الأنظار" قد يكون سبب تعلق الطفلتين بهذه الملابس، وكذلك تعلمهما من باقي أفراد العائلة حب الثرات.
وأوضحت أن الملابس التي ترتديها فرح وأختها تسمى "الكرتة"، وهي مشهورة في الحجاز وجنوب المملكة، وقالت "أشتري هذه الملابس من أسواق خاصة تبيع الملابس التراثية، مشيرة إلى أن الطفلتين في المناسبات الرسمية كحفلات الزفاف وغيرها تبدوان بشكل عصري.
يذكر أن صورة فرح تصدرت الصفحة الأولى لعدد "الوطن" أمس وجذبت أنظار السوق الذين كانوا يقرؤون الصحيفة ويتفاجؤون بوجود فرح فيما بينهم، مما حدا بالكثير من المصورين المحترفين والهواة إلى إيقاف فرح وعائلتها بشكل متواصل من أجل التقاط الصور لهم.