الصراع أصبح واضحاً وضوح الشمس، بين الإعلام القديم، متمثلاً في الصحف والقنوات التلفزيونية، وبين الإعلام الجديد، متمثلاً في الإنترنت، بكل مواقع التواصل الاجتماعي، أمثال: "فيس بوك وتويتر ويوتيوب"، والمواقع الإخبارية المستقلة عن القنوات والصحف .
هذا الصراع لايحتاج الى دليل إلى إثباته، ولا إلى حجة لتأكيده، ولا إلى نماذج وأمثلة، فالمتابع يلحظ هذا الصراع جلياً .
الذي يوكد هذا الصراع بين الطرفين، الإعلام الجديد والإعلام القديم، هو هذا السعي الحثيث لكبريات الصحف الورقية، ولكبريات القنوات التلفزيونية، لحجز مواقع لهم على الشبكة العنكبوتية، وتقديم كل خدمات الفيديو والصور وصناديق التعليقات التفاعلية بينهم وبين جمهورهم، محاولة للحاق بما يمكن اللحاق به، في هذا التسارع المعلوماتي والخبري والبصري، الذي لايهدأ .
لقد أصبح الخبر اليوم، تتجاذبه يدان، يد الإعلام القديم بصحفه الورقية وقنواته التلفزيونية، ويد الإعلام الـجديد بمـواقعه التواصلية، والخبرية المتخصصة، التي تسبق أدوات الإعلام القديم، من صحف وشاشات .
الإعلام القديم، ليست له مصادر غير مراسليه الرسميين، من حملة البطاقات الإعلامية الرسمية ، بينما الإعلام الجديد، مراسلوه ليس لهم بطاقات رسمية، ولا انتماء مؤسساتي رسمي، وقد يكون الخبر بيد شخص عادي جداً، يرسله وهو مُتكئ في منزله، إلى إحدى مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، فتطير به الأزرار والأيدي، فيصل إلى كل الناس، في ظرف دقائق.
الإعلام الجديد، هو مكمّل للإعلام الجديد زمنياً، لكنه الأكثر رواجاً كما أظن، والأسرع تعاطياً، في زمن لايؤمن بغير لغة السرعة، لغةً له .
المرحلة القادمة، هي من ستعطينا نتيجة هذا الصراع بين إعلام جديد متسارع وغير رسمي، وبين إعلام قديم مقنن ورسمي، وطابعه البطء والهدوء .
الإعلام القديم والجديد، من يراقب من؟