صدرت الموافقة السامية رقم 4/1414 وتاريخ 29/8/1407هـ الموجهة لوزير الشؤون البلدية والقروية، بتخصيص قطع أراض لصالح الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. وذلك خدمة للثقافة الوطنية، وصيانة لتراث الأمة، ورعاية للمواهب، كمؤسسة تعنى بالجوانب الحضارية والإنسانية لبلادنا العزيزة. وقد استبشرنا خيراً بذلك التوجيه التاريخي الكريم، وبدأنا في فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها نطالب بتنفيذ مضمون التوجيه، وتطبيق ما نص عليه خطاب رئاسة مجلس الوزراء. وقد أفنينا عشرين عاماً دون يأس في ملاحقة ومطالبة رؤساء بلدية أبها، حتى قيض الله لمعاملتنا أن وقعت في يد أمين منطقة عسير الأستاذ/ حمدان بن فارس العصيمي، والذي سعى لتحقيق ذلك التوجيه، وخصص قطعة أرض ضمن مخطط الأراضي الحكومية بمساحة 6290م بالمخطط رقم 974/1423/ع/1. لصالح فرع جمعية أبها. وبعد تعبئة النموذج، وتوضيح رقم المخطط والتصديق على النسختين، بما يفيد مطابقة الأصل، فوجئنا بخطاب مدير عام التخطيط المحلي بوكالة الوزارة لتخطيط المدن، والمتضمن اعتراضه على إجراءات تخصيص الأرض لكون الطريقة الصحيحة (على حد تعبيره) هي الالتزام بالقرار الصادر في 25/11/1380هـ، والذي ينص على توجيه الطلبات من قبل الوزير المختص إلى وزير الشؤون البلدية والقروية للبت فيها واتخاذ الإجراءات اللازمة، أي أن سعادة المهندس يعيدنا لقرار اتخذ قبل خمسين عاماً، بينما قرار رئاسة مجلس الوزراء صدر بعده بأكثر من 27 عاماً، وقد تم لسعادته ما أراد، حيث أعيدت كامل مرفقات المعاملة للدكتور يوسف العثيمين رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون آنذاك، وقام بدوره برفعها لوزير الثقافة والإعلام السابق إياد مدني.

وبعثت المطالبة لوزير الشؤون البلدية والقروية برقم م/و/2545/4 وتاريخ 10/7/1429هـ. وها نحن ننتظر تنفيذ الأمر السامي منذ سنتين دون أن نتمكن من الحصول على الأرض أو نعلم شيئاً عن مصيرها. ويأتي سعينا وإصرارنا على تحقيق هذه المكرمة لكون فروع الجمعيات بالمملكة تقبع في مقرات بائسة، تضيق بنشاطاتها وتعوق طموحاتها، بينما إقامة صروح معرفية تليق بسمعة بلادنا ودورها الثقافي والمحوري تكون مكمن التجديد، ومناط التحول، وتعبر عن الدور الفاعل الذي تنهض به الثقافة، وما تكتنزه وتشع به من تجارب وثراء معرفي لوطننا. إلى جانب ما تتسم به مرحلة الوزير عبدالعزيز خوجة من تدفق وحيوية وسخاء ثقافي مبهج.