شهد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز اجتماع أعضاء مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار التاسع والعشرين، الذي عقد في الطائف مساء أول من أمس. وأعرب عن أمله أن تتبوأ السياحة المحلية مكانتها الطبيعية في ظل المقومات الكبيرة التي تتمتع بها المملكة، خصوصاً وأن هذا القطاع الاقتصادي يعول عليه كثيراً في إحداث نقلات تنموية كبيرة ومتسارعة في المناطق، مستذكراً بداية تجربة تنمية السياحة المنظمة في منطقة عسير إبان توليه إمارتها، وما مثلته لتلك المنطقة من محرك اقتصادي كبير، وما يلمسه اليوم في منطقة مكة المكرمة من أثر لنمو السياحة، وتطلع من المواطنين لتطوير خدماتها وتوسع مشاريعها.
واطلع الأمير خالد الفيصل، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان وأعضاء المجلس على عرض عن جهود اللجنة العليا لتطوير الطائف التي تهدف إلى استعادة الطائف مكانتها الاقتصادية والسياحية، وما أنجز في هذا الصدد.
كما قدمت أمانة محافظة الطائف عرضاً للمجلس عن "مشاريع الطائف المرتبطة بالتنمية السياحية"، وأكد المجتمعون على أهمية ما يمثله مشروع سوق عكاظ من نقلة نوعية للسياحة في محافظة الطائف.
واستعرض المجلس ما تقوم به الهيئة بالتعاون مع عددٍ من المراكز العلمية العالمية المرموقة، والهيئات والجامعات الوطنية في مجالي المسح والتنقيب الأثري. واطلع الحضور على تقرير مصور عن أبرز المكتشفات الأثرية الحديثة في المواقع الأثرية في المملكة من خلال 24 بعثة، وجهود الهيئة في هذا المجال، وما تم في سبيل ترسيخ مفاهيم المحافظة على التراث الوطني وتعزيز الوعي بالبعد الحضاري لدى المواطنين بوصفهم الحارس الأول للآثار والتراث الوطني، والتوسع في إنشاء المتاحف في مناطق المملكة.
من جانبه، قال الأمير سلطان بن سلمان إن الطائف تشهد الآن زخما كبيرا جدا من التطوير، برعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهما الله، لإعادة الطائف إلى مكانتها السياحية والاقتصادية، لأن الطائف بها جميع المقومات، وأهم المقومات هم أهلها.
وقال الأمير سلطان "نعمل الآن على إنجاز قرارات خادم الحرمين الشريفين بشأن تطوير القطاع السياحي، وكذلك الاستعجال فيما يتعلق بتمويل المستثمرين في قطاع السياحة، وكذلك تمديد المدة التأجيرية للمواقع السياحية حيث وصلت الآن إلى 60 سنة، وهذا القرار تم الاتفاق عليه مع وزارت المالية، والشؤون البلدية والزراعة، وهيئة السياحة، وأقر مجلس الوزراء الموقر ذلك، وبدأنا الآن تنفيذ هذا القرار مع الوزارات المعنية، وهذا سيفتح بابا كبيرا للمستثمرين لأن يستثمروا بمدد تأجيرية طويلة المدى، ولكن هذا مرتبط بنظام نقاط بحيث كلما زادت السعودة زاد حجم الاستثمار، ونوعية وجودة المشاريع.
وأشار إلى أن أيضا هناك قرارات تمت مناقشتها خلال الاجتماع تتعلق بإنشاء برنامج وطني للحرف والصناعات التقليدية، موضحا أن هذا البرنامج الذي يأتي بميزانية منفصلة وبمجلس إشرافي جديد سيكون نقلة تاريخية بالنسبة لقطاع وظائفٍ كبير جداً في الحرف والصناعات التقليدية، وقطاع استثماري كبير جداً. وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن الهيئة تركز الآن على السياحة الداخلية، مضيفا " كفانا الطوابير التي تخرج من بلادنا، وكفانا أننا نمول الدول الأخرى بالسياح ونمولها بالأموال، وكفانا أن الدول الأخرى بنت منتجعاتها على ظهور واستثمارات المواطنين السعوديين وأموالهم، ووطننا يستحق الآن أن نركز فيه، والمواطن يستحق أن يعيش في الوطن وليس فقط أن يسكن فيه.
وبين سموه أن سكان الدول الخليجية يسافرون في الإجازات خارج دولهم، مؤكدا أن السياح السعوديين في الإمارات ودبي لا يشكلون أكثر من 9 %، والبقية يأتون من دول متقدمة سياحياً وفقا للإحصاءات، ولكن الذي لا يجب أن يستمر هو الهجرة السنوية إلى خارج المملكة وهي تملك كل المقومات.
من جهة أخرى، يرعى أمير منطقة مكة المكرمة اليوم فعاليات ملتقى تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في الخدمات الإلكترونية الذي تنظمه أمانة العاصمة المقدسة ممثلة في الإدارة العامة لتقنية المعلومات تحت عنوان (استخدامات نظم المعلومات الجغرافية في الخدمات الإلكترونية) وذلك بفندق برج الساعة فيرمونت.