نظم عشرات الآلاف من المصريين مساء أمس مظاهرات حاشدة في محيط السفارة الأميركية بالقاهرة احتجاجاً على عرض فيلم مسيء للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنتجه أقباط مصريون بالولايات المتحدة. ورفع المتظاهرون، علما مكتوبا عليه "لا إله إلا الله" على مقر السفارة الأميركية، ورددوا هتافات "بالروح بالدم نفديك يا إسلام.. بالروح بالدم نفديك يا رسول الله، وإلا رسول الله".
وسارعت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إلى عقد مؤتمر صحفي في واشنطن وأكدت أن التظاهر أمر ممكن "ونريدها سلمية، وهذا لم يحدث أمام السفارة".
وأضافت "نجري اتصالات مع المسؤولين المصريين لبحث أحداث السفارة، مشيرة إلى أنها لا ترى أي سبب لمثل ما حدث.
وانضم عدد كبير من الألتراس ـ مشجعو الكرة ـ للمشاركين في الوقفة الاحتجاجية في التسلق على سور السفارة الأميركية، ورفعوا علم التوحيد على السور الخارجي للسفارة.
وسارعت قوات الأمن المصرية باتخاذ تدابير أمنية تحسباً لأية محاولة لاقتحام مقر السفارة التي تحتوي بالأساس على وحدات أمنية بالداخل لحمايتها.
ورغم غلبة التيار الإسلامي على المتظاهرين، إلا أن أعداداً كبيرة من المصريين العاديين انضمت للمتظاهرين دفاعاً عن دينهم وتنديداً بهذه الجريمة التى عدها المتظاهرون انتهاكاً صارخاً لقداسة الأديان والإسلام ورموزه وإشعالاً للفتنة.
من جانبها، أصدرت السفارة الأميركية بالقاهرة بياناً أعربت فيه عن تفهمها لغضبة المتظاهرين وأكدت إدانتها لأية إساءة للإسلام والمسلمين ونبيهم، لافتة إلى أنها ترفض الإساءة إلى أي دين فضلاً عن الدين الإسلامي الذي يدين به أكثر من مليار مسلم.
وكان عدد من أقباط المهجرأطلقوا نهاية الأسبوع الماضي حلقة جديدة من حلقات حربهم وتطاولهم على الإسلام والمسلمين بإنتاج فيلم بعنوان "الفيلم العالمي حياة محمد نبي الإسلام" من إخراج المخرج سام باسيل، وتم تصويره باستوديوهات هوليوود، وقام بالتمثيل به فنانون عالميون واستغرق إنتاجه ثلاث سنوات، وهو ناطق باللغة الإنجليزية وتم دبلجته للعربية. وجاء الفيلم إباحياً ومليئاً بالأكاذيب والافتراءات، والإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتم عرضه أمس في كنيسة القس الأميركي المتطرف تيري جونز، الذي أحرق نسخا من القرآن، العام الماضي.