بدت بعض علامات الإرهاق على حملة المرشح الجمهوري الأميركي ميت رومني على نحو وضع مدير حملته كيفين مادين محلا لحصار من الأسئلة حول مدى قدرة رومني على تحمل ضغوط الحملة وعلى الإبقاء على جذوتها مشتعلة. وقال مادين في مؤتمر صحفي عقده على هامش زيارة مرشحه لولاية أوهايو ردا على سؤال عما إذا كان رومني يتحرك بالقدر الكافي ووفق استراتيجية مدروسة، "لقد واصل رومني إعطاء حملته كل الجهد الذي تتطلبه ومواصلتها بلا هوادة. ليس لدينا أيام كثيرة يمكننا أن نتمتع فيها بقدر من الراحة".
وكان رومني قد ركز خلال زيارته لأوهايو على توجيه نقد بالغ العنف لسياسات أوباما الاقتصادية قائلا إنها لم تجلب للأميركيين سوى البطالة، وتفاقم العجز في الميزانية الحكومية إلى مستوى لا يمكن للبلاد تحمله.
ويخشى معسكر أوباما من دخول اللجان السياسية العملاقة التي تنظم عمليات جمع تبرعات ضخمة على الخط خلال المرحلة الأخيرة من الشهر الأخير من الماراثون الانتخابي. وعلى الرغم من أن أوباما يتفوق على رومني بهامش محدود في جمع التبرعات فإن دخول تلك اللجان عبر بث آلاف الإعلانات التلفزيونية السلبية عن أوباما في الشهر الأخير يمكن أن يترك أثرا عميقا في الخريطة الانتخابية. غير أن تلك الخريطة تبدو على وضعها الراهن وكأنها تمنح أوباما تقدما يصل إلى أربع نقاط مئوية. ولا يزال هذا الفارق في حدود هامش الخطأ في عمليات استطلاع الرأي أي لا يزال أمام رومني فرصة لإغلاق الهوة بينه وأوباما وإحراز تقدم في الشهر الأخير. ويمكن أن يساعد المرشح الجمهوري على ذلك صدور بيانات اقتصادية تشبه البيان الأخير عن بقاء نسبة البطالة على ارتفاعها تقريبا في الولايات المتحدة بالإضافة إلى الدعم المالي الكبير الذي يمكن أن يتلقاه أوباما من اللجان السياسية العملاقة.
إلا أن العنصر الأكثر حسما فيما بقي من وقت سيأتي من المناظرات الانتخابية العلنية وهو مناظرات يمكن أن تتيح لأوباما بعض التفوق بسبب خبرته في العمل بالبيت الأبيض وقدراته الخطابية. ويترك ذلك الباب مفتوحا للمفاجآت التي يمكن أن تقدمها فضائح سياسية كبيرة في الداخل أو أزمات تتفجر فجأة في الخارج. وبالتزامن مع الحملة الانتخابية أحيا الأميركيون أمس الذكرى الـ11 لهجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن، ببساطة نسبية عكست تراجع حدة موقفهم تدريجيا حيال هذه المأساة.
وجرى الاحتفال الرئيس في موقع مركز التجارة العالمي الذي دمرته تلك الهجمات. وشارك أوباما وزوجته ميشيل الأميركيين الذكرى بالوقوف دقيقة صمت خارج البيت الأبيض قبل أن يزورا نصب البنتاجون.
وعشية الذكرى قال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرج إنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئناف تشييد متحف 11 سبتمبر الوطني في نيويورك. وكان تشييد المشروع قد توقف لأشهر بسبب نزاع على التكلفة بين المؤسسة التي تسيطر على المتحف وهيئة ميناء نيويورك ونيوجيرزي التي تشيد البناء الطموح الذي يقع تحت الأرض. وتراوحت التقديرات المتباينة من الجانبين لإنشاء المشروع -الذي كان من المقرر أن يفتتح هذا الأسبوع قبل التأجيلات- من 700 مليون دولار إلى مليار دولار.