إخفاق منتخبنا السعودي في خليجي 21 لا أراه بتلك الصدمة التي تستحق هذه الأصوات الاحتجاجية التي فاجأنا بها النقاد والمحللون عبر الصحف والفضائيات، أو حتى من طبقة أخرى لم أجد لها لقبا يناسب تدخلها في الشأن الرياضي، سوى تسميتهم ومناداتهم بـ "محبي الإثارة" وربما محبي مشاهدة كرة القدم، بدا واضحا انتظارهم وترقبهم لساعة تعثر المنتخب من خلال عشوائية النقد ورمي التهم جزافاً، لعل هذا الأمر يزيدهم شعبية لدى المتابعين الذين أجزم أنهم أكثر ثقافة واطلاعا وتحليلا للمحطات التي حولت ذاك المنتخب القوي ذا الهيبة الفنية إلى منتخب "يترنح" فنياً ونتائجياً من فترة إلى أخرى. فحينما يتم تجاهل "لب" المشكلة في هذا التراجع المخيف للكرة السعودية ويتم الذهاب مباشرة للنقاش والاختلاف حول "قشور" يرى أهل الاختصاص أنها إفراز عمل عشوائي في المقام الأول، يصبح الوضع أكثر تعقيدا، فهناك أشياء يسهل احتواؤها متى ما وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
كرة القدم، اللعبة المسيطرة شعبياً في السعودية، "تعاني" وبقوة وتسير نحو نفق مظلم، ما يجعلنا نطالب كل من لديه قرار وصلاحيات بأن يسارع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، ويكون داعماً لمجلس إدارة اتحاد القدم بقيادة الرياضي أحمد عيد، المحمل بتركة ثقيلة، ندعو الله له ولبقية الأعضاء أن يعينهم على وضع حلول عاجلة وأخرى مستقبلية تسرّع من عودة الكرة السعودية إلى عنفوانها، خصوصا أن أدوات النجاح متوفرة، فقط تنتظر من يحسن استخدامها ويبث فيها روح التحدي من جديد ويمنحها الفرصة والدعم الكافي ويعيد الثقة إلى من افتقدها.