مشكلتنا نحن العاملين في (الصحافة الورقية) أننا كالطعام الذي تقول عنه العرب "مأكولٌ مذموم".. يشتموننا كل يوم، ويصفوننا بصحافة صفراء، وأحيانا صحافة الكذب والدجل، وأحياناً صحافة مرتزقة تضم عددا من الوصوليين والباحثين عن المناصب والمصالح الخاصة!
وحينما تقع الفأس في الرأس "يلحس هؤلاء كلامهم"، ويضجون في كل مكان باحثين عن الصحافة.. فتمتلئ إيميلات الصحف بالشكوى، وهواتفها بالصراخ.. هكذا ببساطة: بالأمس هذه الصحافة "ما تسوى نصف ريال"، واليوم هي المنقذ الكفؤ المحترم، وهي التي بيدها طوق النجاة!
أتفهم وجود ملاحظات على الصحافة السعودية.. وأعرف حجم التقصير، وأعرف كذلك حجم الضغوطات التي تتعرض لها، وأقدر لرؤساء التحرير - تحديداً - صبرهم ومعاناتهم وقلقهم الدائم.. خاصةً في ظل هذا الجو الضبابي، وفي ظل عدم وجود جهة واحدة مختصة بالمسموح وغير المسموح!
عل كل حال لست متحدثاً باسم الصحافة السعودية، لكن من حقي أن أدافع عنها في كل مكان، تجاه حملات التشويه التي تتعرض لها بين فترة وأخرى، غير أن بعض الأسئلة التي أواجهها في بعض المناسبات تضعني في موقف محرج، فلا أعثر على إجابة.. ومن هذه الأسئلة: لماذا الأقسام الاقتصادية في الصحافة تسير "جانب الجدار" ولا تجرؤ على فتح ملفات اقتصادية مهمة كمجالس إدارات الشركات، وإدارات الشركات المساهمة، وغيرها.. لماذا الجرأة في الصحافة لا تتوافر سوى في الأقسام الرياضية؟!
كيف أرد على السؤال؟!