أثناء تقديمي لبرنامج "السعودية اليوم" على إذاعة (ألف ألف إف إم) قبل ثلاث سنوات تقريبا، وفي حلقة مهمة استضفت رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني.. قلت له من حقي كمذيع أن أطرح عليك كل ما لدي من أسئلة.. ومن حقك يا دكتور مفلح أن تعتذر عن إجابة السؤال الذي لا يروق لك أو يسبب لك حرجا.. وللأمانة فقد أجاب بسعة أفقه، على جميع الملفات التي فتحتها أمامه.
من القضايا التي أثرتها مع رئيس الجمعية قضية البدون السعوديين - أو ما يطلق عليهم في المعاملات الرسمية غير محددي الهوية - كنت - وما زلت - أدرك أنهم يعيشون بيننا على هامش الحياة.. شباب طامح ومتقد، لا يعرف غير هذه البلاد وطنا منذ أبصر النور على ترابها، ومع ذلك يركض على الهامش لا حاضر له، ولا مستقبل.. كنت - وما زلت أيضا - أعتقد بوجوب وضع حد نهائي لمعاناتهم.. يقيني أن تركهم بهذه الحال سيعقد المشكلة أكثر، بل وربما يدفع بعض هؤلاء لسلوكيات غير محمودة أو مأمونة العواقب.
أمس طالعت حديثا للدكتور مفلح القحطاني في "الشرق" حول ذات الموضوع، يقول فيه إن هذه القضية ما تزال شائكة، وتحتاج إلى "جهد كبير وتفهم لأوضاع هذه الفئة من قبل الجهات ذات العلاقة، خاصة وأن المشكلة تتزايد مع توالد مجهولي الهوية".. تعليقي على حديث الدكتور مفلح بثلاث كلمات فقط (هذا أمر مؤسف) تركت الدكتور مفلح قبل ثلاث سنوات والقضية "شائكة".. واليوم أعثر عليه ويصدمني بأن القضية ما تزال "شائكة"!
سؤالي لمن يهمه الأمر: أليس بوسعنا أن نضع تاريخا محددا باليوم، لحل هذه القضية الإنسانية بدلا من أن نقذفها للأمام ونتعثر بها؟!. لقد أصبحت هذه القضية كالحجارة، إما أن نرميها للأمام ونتعثر بها، أو نأخذها ونعزز بها بنيان الوطن.