قليل هم المدربون الذين مروا علينا ووضعوا بصمة لا تنسى من إبداعاتهم وفكرهم الرفيع ورحلوا عنا ونحن نحمل لهم أجمل الذكريات ونمني النفس بعودتهم من جديد، وعلى النقيض مر علينا عدد هائل من المدربين لم يكن لهم أي تأثير أو إضافة فنية تذكر بل إن فترة عملهم لدينا أشبه ما تكون برحلات المستشرقين المستكشفين للشرق الغامض بالنسبة إليهم ويعدونها فرصة لقضاء أوقات استجمامية يجمعون من خلالها أموالا خالية من الضرائب لتكون هذه الرحلة خير مؤمن للمستقبل. من هذه الفئة من المدربين من يقرنون رحلتهم هذه بألاعيب متعددة ولكن تجتمع كلها على هدف واحد وهو رفع سقف المكاسب النقدية في أقصر وقت ممكن والحصول على قيمة الشرط الجزائي كاملا ومن ثم الانتقال إلى ناد آخر في نفس المنطقة وتكرار القصة من جديد.
ولتحقيق هذا الهدف يسعى هذا المدرب أو ذاك إلى العبث باستقرار الفريق بالتغيير المستمر في قائمة اللاعبين أو باعتماد طريقة لعب لا يجيدها الفريق أو إقرار خطة تؤدي إلى انكشاف الفريق أمام الخصم، كل تلك الأساليب وغيرها تدفع بالفريق تدريجيا نحو الهبوط ونزيف النقاط، ما يدفع إدارة النادي أو (المنتخب) إلى الغاء العقد سعيا لإرضاء الجماهير وهنا يكون المدرب قد وصل لمبتغاه.
هذه العينة السيئة من المدربين لا يجب أن يبقوا في ملاعبنا ومنطقة الخليج بأسره لأن من يقدم على مثل هذه أفعال لن يتورع أبدا من تكرارها مع ناد أو منتخب آخر، لذا من الضروري أن نغلق جميع المنافذ على مثل تلك تصرفات وذلك بالامتناع عن مفاوضة أي مدرب لديه عقد ساري المفعول والامتناع عن التفاوض مع أي مدرب يعرض نفسه ولديه عقد ساري مفعوله لسنة أو أكثر. خسائر مالية كثيرة تتكبدها الأندية والمنتخبات للتعاقد مع مدربين على أمل أن تحقق نتائج إيجابية، لكن طالما الوضع على هكذا حال، فأقترح أن تبدأ أنديتنا بالاتجاه نحو المدرب الوطني فهو على الأقل لن يحاول أن يمتص أموال النادي بل العكس على الأرجح هو الصحيح، وهؤلاء المدربون هم من سيقود دفة التدريب لدينا مستقبلا وبشكل دائم لا أن يكونوا مدربي طوارئ وفك أزمة ولكم في تونس ومصر خير مثال لتفريخ مدربين وتصديرهم لنا لصقل مهاراتهم في ملاعبنا، فلماذا لا نبدأ بمنح المدرب السعودي هذه الفرصة منذ الآن ونضرب عصفورين بحجر واحد؟.
عناوين أخيرة:
* اليوم الناجح الوحيد هو ريكارد، فإما أن ينجح في قيادة المنتخب السعودي لدور الأربعة أو يظفر هو بالشرط الجزائي الثمين.
* إعلام سلبي شوه صورة الإعلام.. هو ذاك الذي يضخم الأحداث ويكون معول هدم لعلاقات أخوية بين أبناء الخليج، فمن وصف مدرب الإمارات بـ"الكهربجي" في صحيفة قطرية إلى وصف لاعبي قطر بـ"المرتزقة" في صحيفة سعودية، والحال ينسحب أيضا على إعلام سلبي يحارب لاعبي منتخبه بسبب ألوان أندية.
* تخبيصات ريكارد مع المنتخب مشابهة إلى حد بعيد أسلوب مدرب الهلال كومبواريه، فكلاهما يعبثان بالتشكيلة في كل مباراة وضياع منهجية الأداء وضعف النتائج، وأخيرا الضعف الواضح في شخصيتهما.
* طلب إدارة الاتحاد من الهلال السماح لأحمد الفريدي بالتدرب مع فريقها وعقده لا يزال ساريا مع الهلال دون دفع أي مقابل، يقودني إلى وصف هذا الطلب بأنه شين وقوي عين.