هو خبير إعلامي عريق، استقدمته إحدى الشركات المعنية بتطوير التلفزيون السعودي لينافس بقوة على جائزة الأعاجيب السبعة يوم 7/7/ 3007هـ! فوقع معها عقداً احترافياً لمدة شهرين، يخضع لقوانين بلاده هناااااك بعييييد؛ بناءً على تحذيراتٍ مغرضة بأن قوانين الإعلام العربي تمشي بـ"البركة"! وهو إلى اليوم لا يدري: أين هي "البركة"؟ لا يهم، ما دام قد قبض مقدم عقدٍ ضخماً، وينزل فندقاً "خمس نجوم أوروبية"، وليست "نجوم الليل"، ولا "نجوم الظهر" العربية! ويتقاضى أجراً يومياً قدره ثلاثة آلاف دولار/يورو/ إسترليني، ينزل في حسابه مقدماً! ولأن الشركة ظلت ملتزمة ببنود العقد كلها، من تأمين صحي، ومواصلات، وبدلات، ظل يتساءل: لماذا يتذمر زملاؤه العرب والسعوديون من أنهم لم يستلموا حقوقهم منذ أشهر؟ وكيف يعملون دون أن يقبضوا حقوقهم؟ آه.. تذكر مستر "جون" أنه في السعودية؛ حيث يملك كل "مواطن" بئر بترول في منزله! مالت على حظنا نحن يا "الخواجات"!
وذات يومٍ قائظٍ، لم ينزل أجره اليومي في حسابه، فرفض العمل، رغم أنهم أكدوا أنه سينزل فور افتتاح البنوك عند التاسعة والنصف صباحاً! وتذكر "جون" أنه لم ينعم بالشمس السعودية؛ بحكم عمله الذي يبدأ في التلفزيون قبل طلوعها، إلى منتصف الليل، فقرر أن "يتشمس" هاتين الساعتين عند مسبح الفندق! وكان يسمع عن تأثير الشمس على المخ، لكنه لم يتوقع أن يتحول من "جون" إلى "مشاري"، الموظف السعودي الشاب، الذي يعمل كل شيء للتلفزيون من استقبال الضيوف "الملطوعين" عند البوابة، إلى شراء الصحف اليومية من جيبه الخاص! سبحان الله: ما الذي يريده "مشاري" أكثر من بئر بترول؟! قالها وهو يمسح "الآيسكريم" السائح من جمجمته؛ ليتحول إلى "حتناوي" اللبناني، الذي لا يكف زملاؤه السعوديون عن حسده؛ لأن الشركة تعامله "أغلى"! وما إن أصبح "حتناوي اللبناني"، حتى وجد "جون" نفسه بلا "فيزا"، ولا سكن، ولا مواصلات، ولا تذاكر سفر، ولا بئر بترول طبعاً!
ومازالت الشمس تسدد ضرباتها حتى تخيل نفسه "مدير الشركة" بجلالة قدره! وإذا به في مكتب "الوزير" يبكي ويلطم: كيف أدفع للناس حقوقهم وأنا لم أستلم حقي من التلفزيون؛ رغم صدور أوامر الصرف من "المالية" منذ "مبطي"؟!
وبعد أسابيع أفاق مستر "جون" في العناية المركزة في مستشفى ببلاده، بعد أن نقلوه لمستوصفٍ حكومي على أنه "مشاري"، ثم إلى مستشفى "شميسي" على أنه "حتناوي"، ثم إلى مستشفى خاص على أنه "مدير الشركة"!