أحرز العداء السعودي هاني حسين النخلي (26 عاما) أمس الميدالية الفضية في رمي القرص ضمن دورة الألعاب "البارالمبية" المقامة حاليا في لندن، وحطم الرقم الأولمبي في تصنيفه، بعدما تغلب على من هم أفضل منه، رغم أنه مصاب بالشلل الدماغي "الأطراف الثلاثة" ولكن تلك الإصابة لم تمنعه من منافسة من هم أفضل حالا منه بعد قرار اللجنة المنظمة للدورة بدمج ثلاثة فئات "ف-34، ف-33، ف-32"، وذلك أمام 70 ألف متفرج يتقدمهم سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف.

وتفاعل الجمهور البريطاني المحتشد في الملعب الأولمبي عندما أعلن المذيع الداخلي للاستاد الأولمبي أن النخلي كسر الرقم الأولمبي في الرميات الأخيرة وأن إعاقته أصعب من منافسيه الصيني وينج وينجزينج والجزائري عبدالعزيز الهواري، حيث تفوق هاني مسجلا 1113 نقطة بمسافة 34.65 مترا، لكن الصيني نجح في الرمية قبل الأخيرة من تحقيق مجموع أفضل فأحرز المركز الأول والميدالية الذهبية، وذهبت البروزنزية للجزئري الهواري.

واحتفل سفير خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نواف في المقصورة الرئيسية مع رئيس الوفد السعودي للدورة ناصر الصالح وأعضاء الوفد والسفارة واحتضن السفير اللاعب والمدرب التونسي سامي الزرلي وبقية أعضاء الفريق وهنأهم بحرارة وأبدى سعادته بهذا الإنجاز الكبير.

من جهته، أهدى الصالح هذا الإنجاز لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وكذلك لرجل الإنجاز الرئيس العام لرعاية الشباب، رئيس الاتحاد الأمير نواف بن فيصل.

وشدد الصالح على أن الجهود التي بذلت من الجميع تكللت بالنجاح، وقال "أعددنا معسكرات طويلة في عدة عواصم للظفر بإنجاز كبير، ولو تم فصل فئات الإعاقة لظفرنا بالذهب، لكن نظام الدورة يشترط دمج 3 فئات ورغم ذلك نجح البطل النخلي من بين 20 بطلا أن يكون الثاني رغم وجود إعاقات مختلفة بعضهم أفضل منه، ولكن نحمد الله على كل شيء".

من جانبه، قدم النخلي الإنجاز لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، والرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة الأمير نواف بن فيصل، وقال "الحمدلله استطعت تمثيل بلدي خير تمثيل في هذا المحفل العالمي ورغم قوة المنافسة، واستطعت تحقيق المركز الثاني والميدالية الفضية 1113 نقطة، وكنت على قدر الثقة التى منحها لي المسؤولين بالاتحاد ومدربي الكبير سامي الزرلي الذي كان سببا رئيسيا في تطور مستواي الفني وأصبحت أقارع نجوم العالم وكذلك زملائي اللاعبين الذين ساعدوني ووقفوا بجانبي".

وتابع "خلال الفترة الماضية عملت بجد وتعبت واجتهدت من أجل تطوير مستواي حتى أكون محل ثقة المسؤولين لتمثيل بلدي خير تمثيل وكل هذا من أجل أن أكون حاضر هنا في "لندن 2012" من أجل تحقيق إنجاز جديد يضاف لإنجاز زميلي أسامة الشنقيطي صاحب ذهبية وفضية بكين 2008، وتمكنت من ذلك رغم أن البطل المتوج الصيني من فئة أقل مني".

وأبدى النخلي سعادته بإضافة إنجاز آخر للسعودية في دورة ألعاب البارالمبية بتحقيق رقم العالمي في شلل الدماغي لفئة "ف 33" ليصبح رقمه العالمي الجديد "34.65"، موضحا بأنها تعتبر أول مشاركة له في الأولمبياد.

أما مدربه سامي الزرلي فأبدى سعادته بالإنجاز، وقال "أثبت النخلي أنه لاعب من طينة الكبار يظهر في المحافل الدولية، وتكون له بصمة عالمية، مؤكدا أنه كتب تاريخا جديدا لرياضة الاحتياجات الخاصة على مستوى الأولمبي، واستطاع منافسة أبطال العالم وشرف الرياضة السعودية بشكل خاص والرياضة العربية بشكل عام".

وأضاف "الشيء المفرح لي كمدرب بتحطيم رقم عالمي جديد في فئة "ف-33" واستطاع أن يبهر العالم ويكسب احترام جميع الجماهير وتفاعلت معه نظير ما قدمه من مستوى فني راق وهذا دلالة واضحة على الجهد الذي بذله في الفترة الماضية.