"هل للديكتاتورية ثمن؟ وهل ثمنها باهظ فعلاً؟" بهذين السؤالين يبدأ الكاتب والناقد الأردني شاكر النابلسي كتابه الصادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في بيروت وعمان، بعنوان "النظام العربي الجديد".
ويمضي المؤلف محاولا الإجابة عن هذين السؤالين المرتبطين بالحالة العربية الراهنة، ويقول: قد عرفنا أن ثمن الحرية باهظ، وما زال كثير من العرب الآن في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، وسورية، يدفعون الثمن الذي ربما يمتد دفعه لعدة سنوات مقبلة، فما أغلى الحرية، وما أغلى الديكتاتورية أيضاً.
ويقسم النابلسي كتابه إلى أربعة فصول، ففي الفصل الأول المعنون بـ (الإسلام السياسي في "الربيع العربي")، يتحدث النابلسي عن ديموقراطية الإسلام في "العدل والإحسان"، وعن طه حسين والديموقراطية، ويشرح لماذا الديموقراطية اليونانية، وما هو العدل والإحسان في الإسلام؟ ويقرر أنه لا خير في النُظم إن لم تحقق العدل!
ثم يشرح البون الشاسع بين الدين والسياسة، وماذا يجب على التيار الديني أن يفعل؟ ويقرر أن الإسلاميين المعتدلين هم مطلب اليوم، متسائلا: ماذا يريد الحداثيون والليبراليون؟
واستحضر النابلسي رؤية العقاد والشيخ أمين الخولي في الليبرالية والتجديد، شارحا منهاج الشيخ الخولي في التجديد، وتجديد الإسلام، كما يراه "هرطيق" دمشق (صادق جلال العظم).
واستعرض المؤلف كتاب عالم الاجتماع العراقي المشهور سامي زبيدة "أنثربولوجيات الإسلام"، فيما يتعلق بإيران والإسلام السياسي، وثورة الخميني و"الإسلام السياسي"، مؤكدا أن صناديق الاقتراع ليست الحرية!
وفي الفصل الثاني وتحت عنوان: (التيار الديني في "الربيع المصري")، يشرح النابلسي أسباب صعود التيار الديني/السياسي، وقصة "الإخوان" والخلافة، والصدام مع عبد الناصر، وسعي "الإخوان" الى السلطة، والبروز الكبير للتنظيمات السياسية/الدينية. ثم يعود للتاريخ ليشرح دور المماليك في صعود التيار الديني المصري، ومظاهر الظلام والتخلف في مصر المملوكية، والمصريون وقيم المماليك، والتراث الصوفي المملوكي المدمر.
كما اعتمد النابلسي في مقاربات على بعض ما جاء في كتاب الشيخ أحمد صبحي منصور عن المماليك في مصر. وذهب المؤلف إلى الحديث عن مستقبل الديموقراطية في "مصر اليوم"، وأن كل ما ظهر في مصر كان متوقعاً، ويطالب المصريين والعرب عموماً بمنح التيار الديني الوقت الكافي، مؤكدا أن قوة التيار الديني من ضعف الليبراليين الذين ناموا في العسل.
وفي الباب الثالث المعنون بـ (الديكتاتورية و"الربيع العربي")، يقدم لنا النابلسي تحليلاً نفسياً للديكتاتورية العربية، وأنواعها وأمراضها، وشرعية الديكتاتوريين الزائفة. وفي الفصل الأخير تحت عنوان: (طوطم الإرهاب في "الربيع العربي")، يتحدث النابلسي عن الإرهاب والعنف، وظاهرة طوطم الإرهاب، فلسفة عبادة الطوطم، ومعالجة ظاهرة الإرهاب، وفائدة قتل الطواطم.
الكتاب الذي جاء في 210 صفحة، وهو المؤلف الـ(63) للنابلسي، وأهداه إلى "ذكرى شهداء الثورات العربية التي ستُنتج النظام العربي الجديد".