تناقش الفاتنة بنت عثمان أبا الخيل، في كتابها الصادر حديثا "مفهوم الليبرالية" في دراسة نقدية قالت المؤلفة إنها تهدف إلى الإسهام في دراسة التيـارات الفكرية الدخـيلة والبحث في أصولها وقراءة تاريخـها للتمكن من معرفتها ونقدها في الواقع المعاصر، إضافة إلى كشف حقيقة هذا التيار الفكري الذي برز بصورة كبيرة في وسائل الإعلام عامة، والحث على التفكير الواعي والتروي فيما نأخذه عن الغرب ونتشبث به.

وسعت المؤلفة من خلال دراستها إلى التنبيه إلى أن هناك بدائل إسلامية واسعة تميزنا عن غيرنا، ذاهبة إلى أن الإسلام سبق الثقافة الغربية في كثير من الشعارات التي ينادون بها كالواقعية والإنسانية والديموقراطية والمصلحة والمرونة والحرية.

وترى أبا الخيل أن أهمية موضوع الليبرالية تكمن فيما يتردد كل يوم من دعوات إلى تبني أفكارها عبر الانفتاح على الغرب والمقاربة بين قيم الحضارة الغربية والقيم الإسلامية، ومحاولة إضفاء الشرعية الإسلامية على الوافد الغربي، إضافة إلى حاجة الأمة الأسلامية لمثل هذه الدراسات التي تكشف الستار عن الفكر الليبرالي وتبين حقيقته من الداخل والأسس الفكرية المكونة لمفهوم الليبرالية.

وتؤكد ابا الخيل في كتابها، أن بعض المسلمين انبهر بالحضارة الأوروبية المادية والأفكار الغربية وتطلع اليها بشغف، وانخدع بالأصباغ والألوان الظاهرة وزخرف القول دون تريث أو تفكير عميق دقيق، فترتب على ذلك الانبهار نوع من الولاء لأصحاب الحضارة الغربية، فتسللت الأفكار المموهة بزخارف تخدع الناظرين، ورافق هذه الأفكار تصورات خاطئة أوهمت طلائع المثقفين أن التقدم الحضاري المادي هو مظهر للتقدم في كل ما يضمن سعادة الناس من خلق وألوان سلوك في الحياة، ونظم اجتماعية مختلفة، ومع ضعف التجربة وانبهار المغلوب بالغالب، وشعوره بالنقص تجاهه واندفاعه لتقليده تقليدا على غير بصيره.

يذكر أن الكتاب صادر عن دار الكفاح للنشر والتوزيع في 112 صفحة من القطع المتوسط.